إن الله تبارك وتعالى حمد نفسه على هلاك الظلمة " فقال: " فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين " (1).
ويقول الإمام زين العابدين (ع): في رسالته إلى محمد بن مسلم الزهري:
" واعلم أن أدنى ما كتمت وأخف ما احتملت أن آنست وحشة الظالم وسهلت له طريق الغي بدنوك منه حين دنوت وإجابتك له حين دعيت فما أخوفني أن تكون تبوء بإثمك غدا مع الخونة وأن تسأل عما أخذت بإعانتك على ظلم الظلمة إنك أخذت ما ليس لك ممن أعطاك ودنوت ممن لم يرد على أحد حقا ولم ترد باطلا حين أدناك وأحببت من حاد الله أوليس بدعائه إياك حين دعاك، جعلوك قطبا أداروا بك رحى مظالمهم، وجسرا يعبرون عليك إلى بلاياهم، وسلما إلى ضلالتهم داعيا إلى غيهم سالكا سبيلهم يدخلون بك الشك على العلماء ويقتادون بك قلوب الجهال إليهم، فلم يبلغ أخص وزرائهم، ولا أقوى أعوانهم إلا دون ما بلغت من إصلاح فسادهم، واختلاف الخاصة والعامة إليهم فما أقل ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك وما أيسر ما عمروا لك، فكيف ما خربوا عليك فانظر لنفسك فإنه لا ينظر لها غيرك وحاسبها حساب رجل مسؤول " (2).
وقد بين الإمام (ع) بعض الأمور الخطيرة التي تترتب على الاشتراك مع الظالمين في جهاز حكمهم وهي:
1 - رفع الألم عن نفس الظالم وتسليته وإشغاله عن وخز ضميره الذي يؤنبه على الظلم ويردعه عن الجور.