وقد اكتشف الطبيب الإنجليزي (باجت) في سنة " 1835 " هذا الداء بمساعدة أستاذه (اوين) عند تشريح جثة إنسان كان يكثر من أكل لحم الخنزير وبعد التجارب المتعاقبة ظهر لديه أن هذا الداء ينشأ من دودة تسمى (ثريشينلا) تعيش في أمعاء بعض الحيوانات ذوات الثدي كالفيران والجرذان والكلاب والخنازير غير أنها فيها أربى وأكثر تولدا خصوصا وهي تأكل الجيف من كل حيوان يموت وفيه الطفيلة، فإذا أكل الإنسان لحم الخنزير المصاب بها فلا بد وأن يدخل في جوفه قسم كبير من أكياسها الحية المخزونة في لحم الخنزير المصاب، وبعد مدة وجيزة تذوب تلك الأغشية في أمعاء الإنسان فتخرج منها الديدان وتنتشر في جميع أنحاء البدن فتسبب الأمراض السالفة الذكر (1)، وهذه الإصابة توجد بكثرة في بلاد الغرب التي استباحت أكله. يقول " بيني وديكسون ":
" إن الإصابة بها تكاد تكون عامة في جهات خاصة في فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا ولكنها تكاد تكون نادرة الوجود في البلاد الشرقية لتحريم دين أهلها أكل لحم الخنزير " وقد أدلى بعض الأطباء بالحقائق التالية عن لحم الخنزير وعن الإصابة به وهي:
1 - إنه ليس من الممكن لطبيب أخصائي أن يقرر أن خنزيرا ما غير مصاب بهذه الديدان إلا إذا فحص كل جزء من عضلاته تحت المجهر وهذا غير ممكن لأنه إذا فعل ذلك نفد لحم الحيوان.
2 - الأنثى الواحدة من هذه الديدان تضع نحو 1500 جنين في الغشاء المخاطي المبطن لأمعاء المصاب فتوزع الملايين المولودة من الإناث جميعا بطريق