آلاف طالب (1) وفيهم من كبار العلماء والمحدثين الذين أصبحوا أئمة ورؤساء لبعض المذاهب الإسلامية كأبي حنيفة والإمام مالك وغيرهما وقد اتسعت بذلك الحركة الإسلامية اتساعا هائلا حتى شملت جميع المناطق الإسلامية يقول السيد مير علي الهندي:
" ولا مشاحة إن انتشار العلم في ذلك الحين قد ساعد على فك الفكر من عقاله فأصبحت المناقشات الفلسفية عامة في كل حاضرة من حواضر العالم الإسلامي ولا يفوتنا أن نشير إلى أن الذي تزعم تلك الحركة وحفيد علي ابن أبي طالب المسمى بالإمام " جعفر " والملقب " بالصادق " (ع) وهو رجل رحب أفق التفكير بعيد أغوار العقل ملم كل الالمام بعلوم عصره ويعتبر في الواقع أول من أسس المدارس الفلسفية المشهورة في الإسلام ولم يكن يحضر حلقته العلمية أولئك الذين أصبحوا مؤسسي المذاهب فحسب بل كان يحضرها طلاب الفلسفة والمتفلسفون من الأنحاء القاصية (2) ".
وقد تناولت بحوث الإمام الصادق (ع) جميع الفنون العلمية من العقلية والنقلية ومذاهب الكلام وألوان الآداب العامة وضروب الثقافة العالية كتفسير القرآن الكريم وعلم الطب والكيمياء وعلم النبات وغيرها من العلوم التي لها الأثر التام في التقدم الاجتماعي.
إن قيام الإمام الصادق (ع) وغيره من أئمة أهل البيت عليهم السلام بنشر العلم والثقافة كان بوحي من الإسلام الذي ألزم بتنوير العقول ونشر العلم بين الناس.