شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج ٣٣ - الصفحة ٣٥٤
من آل يعقوب واجعله رب رضيا) ولا تزال باكية شاكية إلى أن قبضت وأوصت أن لا يصلي ظالمها وأصحابه عليها ولا يعرفوا قبرها.
ومن العجب أن يعترض اللبس على أمير المؤمنين عليه السلام حتى يحضر فيشهد لها مما ليس لها مع قول النبي أنا مدينة العلم وعلي بابها.
ومن العجب اعترافهم بأن رسول الله صلى الله عليه وآله قال إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها وقال فاطمة بضعة مني يؤلمني ما يؤلمها وقال من آذى فاطمة فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ثم إنهم يعلمون يتفقون أن أبا بكر أغضبها وآلمها وآذاها فلا يقولون هو هذا إنه ظلمها ويدعون إنها طلبت باطلا فكيف يصح هذا ومتى يتخلص أبو بكر من أن يكون ظالما وقد أغضب من يغضب لغضبه الله وآلم هو بضعة لرسول الله ويتألم لألمها وآذى من في أذيته أذية الله ورسوله وقد قال الله تعالى (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا) وهل هذا إلا مباهتة في تصويب الظالم وتهور في ارتكاب المظالم.
ومن العجب قول بعضهم أيضا إن أبا بكر كان يعلم صدق الطاهرة فاطمة عليها صلوات الله فيما طلبته من نحلته من أبيها لكنه لم يكن يرى أن يحكم بعلمه فاحتاج في إمضاء الحكم لها إلى بينة تشهد بها فإذا قيل لهم فلم لم يورثها من أبيها قالوا لأنه سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة فإذا قيل لهم فهذا خبر تفرد أبو بكر بروايته ولم يروه معه غيره قالوا هو وإن كان كذلك فإنه السامع له من النبي صلى الله عليه وآله ولم يجز له مع سماعه منه وعلمه به أن يحكم بخلافه فهم في النحلة يقولون إنه لا يحكم بعلمه وله المطالبة بالبينة وفي الميراث يقولون إنه يحكم بعلمه ويقضي بما انفرد بسماعه والمستعان بالله على تلاعبهم بأحكام الملة وهو الحكم العدل بينهم وبين من عاند من أهله.
ومن عجائب الأمور تأتي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله تطلب فدك وتظهر إنها تستحقها فيكذب قولها ولا تصدق في دعويها وترد خائبة إلى بيتها ثم تأتي عائشة بنت أبي بكر تطلب الحجرة التي أسكنها أباها رسول الله صلى الله عليه وآله وتزعم أنها تستحقها فيصدق قولها ويقبل دعواها ولا يطالب بينة عليها وتسلم هذه الحجرة إليها فتصرف فيها وتضرب عند رأس النبي صلى الله عليه وآله بالمعاول حتى تدفن تيما وعديا فيها ثم تمنع الحسن بن رسول الله بعد موته منها ومن أن يقربوا سريره إليها وتقول لا تدخلوا بيتي من لا أحبه وإنما أتوا به ليتبرك بوداع جده فصدته عنه فعلى أي وجه دفعت هذه الحجرة إليها وأمضى حكمها إن كان ذلك لأن النبي نحلها أباها فكيف لم تطالب بالبينة على صحة نحلتها كما طولبت بمثل ذلك فاطمة صلوات الله عليها وكيف صار قول عائشة بنت أبي بكر مصدقا وقول فاطمة ابنة رسول الله مكذبا مردودا وأي عذر