____________________
قولهم بالقياس:
(1) أما ذهابهم إلى القول بالقياس والأخذ بالرأي فقد اعترف به ابن تيمية، ونص - بعد أن ذكر أسماء كبار الفقهاء عندهم - على أن رجوع هؤلاء إلى اعتباراتهم واستنباطاتهم مثل أن يعلموا سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الثابتة عنه، وإن شئت الوقوف على إدخالهم في دين الله ما ليس منه، وتحريفهم أحكام الشريعة الطاهرة. فراجع كتب الحافظ ابن حزم الأندلسي في الفقه والأصول، فقد ذكر من هذا القبيل موارد كثيرة.
وأما المذاهب عندهم فكثيرة، ولا شئ منها كان في زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، لكنهم أحدثوا المذاهب الأربعة - وهي: المالكية، والحنفية، والحنبلية، والشافعية - وحصروا المذاهب فيها بأمر من السلاطين وحرموا التعبد بغيرها بل عاقبوا عليه، لأغراض سياسية، حتى انقرضت مذاهب كثيرة كان أصحابها أعلم من أصحاب المذاهب الأربعة وأجل... فكان من عمدة ما اعتمدوا عليه في فتاواهم القياس والاستحسان والاعتبارات الظنية، مع أن الصحابة نصوا على ترك القياس. ومن هنا وقع الخلاف بين الأصوليين في جواز العمل به كما لا يخفى على من يراجع كتبهم كالمستصفى للغزالي وغيره، بل ألف بعضهم في ذمه والمنع منه كابن حزم، ومن نصوص الصحابة ما عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: " لو كان الدين بالقياس لكان المسح على باطن الخف أولى من ظاهره " وهو خبر متفق عليه وقد ذكره الأصوليون في بحث القياس
(1) أما ذهابهم إلى القول بالقياس والأخذ بالرأي فقد اعترف به ابن تيمية، ونص - بعد أن ذكر أسماء كبار الفقهاء عندهم - على أن رجوع هؤلاء إلى اعتباراتهم واستنباطاتهم مثل أن يعلموا سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الثابتة عنه، وإن شئت الوقوف على إدخالهم في دين الله ما ليس منه، وتحريفهم أحكام الشريعة الطاهرة. فراجع كتب الحافظ ابن حزم الأندلسي في الفقه والأصول، فقد ذكر من هذا القبيل موارد كثيرة.
وأما المذاهب عندهم فكثيرة، ولا شئ منها كان في زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، لكنهم أحدثوا المذاهب الأربعة - وهي: المالكية، والحنفية، والحنبلية، والشافعية - وحصروا المذاهب فيها بأمر من السلاطين وحرموا التعبد بغيرها بل عاقبوا عليه، لأغراض سياسية، حتى انقرضت مذاهب كثيرة كان أصحابها أعلم من أصحاب المذاهب الأربعة وأجل... فكان من عمدة ما اعتمدوا عليه في فتاواهم القياس والاستحسان والاعتبارات الظنية، مع أن الصحابة نصوا على ترك القياس. ومن هنا وقع الخلاف بين الأصوليين في جواز العمل به كما لا يخفى على من يراجع كتبهم كالمستصفى للغزالي وغيره، بل ألف بعضهم في ذمه والمنع منه كابن حزم، ومن نصوص الصحابة ما عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: " لو كان الدين بالقياس لكان المسح على باطن الخف أولى من ظاهره " وهو خبر متفق عليه وقد ذكره الأصوليون في بحث القياس