____________________
في أن أبا بكر طلب الأمر لنفسه:
(1) قال ابن تيمية: (ص 160) " قوله: فبعضهم طلب الأمر لنفسه... وهذا إشارة إلى أبي بكر، فإنه هو الذي بايعه أكثر الناس، ومن المعلوم أن أبا بكر لم يطلب الأمر لنفسه، لا بحق ولا بغير حق، بل قال: قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين: إما عمر بن الخطاب وإما أبا عبيدة. قال عمر: فوالله لأن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك إلى إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر. وهذا اللفظ في الصحيحين. وقد روي عنه أنه قال: أقيلوني أقيلوني. فالمسلمون اختاروه وبايعوه لعلمهم بأنه خيرهم. كما قال له عمر يوم السقيفة بمحضر المهاجرين والأنصار: أنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر ذلك أحد. وهذا أيضا في الصحيحين. والمسلمون اختاروه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لعائشة: أدعي لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه الناس من بعدي، ثم قال: يأبى الله والمؤمنون أن يتولى غير أبي بكر، فالله هو ولاه قدرا وشرعا، وأمر المؤمنين بولايته، وهداهم إلى أن ولوه من غير أن يكون طلب ذلك لنفسه ".
أقول: من المعلوم أن أبا بكر قد طلب الأمر لنفسه، فهو الذي احتج على الأنصار فخصهم كما يدعون: فإن قيل: الإحتجاج على القوم أمر، وطلب الأمر لنفسه
(1) قال ابن تيمية: (ص 160) " قوله: فبعضهم طلب الأمر لنفسه... وهذا إشارة إلى أبي بكر، فإنه هو الذي بايعه أكثر الناس، ومن المعلوم أن أبا بكر لم يطلب الأمر لنفسه، لا بحق ولا بغير حق، بل قال: قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين: إما عمر بن الخطاب وإما أبا عبيدة. قال عمر: فوالله لأن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك إلى إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر. وهذا اللفظ في الصحيحين. وقد روي عنه أنه قال: أقيلوني أقيلوني. فالمسلمون اختاروه وبايعوه لعلمهم بأنه خيرهم. كما قال له عمر يوم السقيفة بمحضر المهاجرين والأنصار: أنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر ذلك أحد. وهذا أيضا في الصحيحين. والمسلمون اختاروه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لعائشة: أدعي لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه الناس من بعدي، ثم قال: يأبى الله والمؤمنون أن يتولى غير أبي بكر، فالله هو ولاه قدرا وشرعا، وأمر المؤمنين بولايته، وهداهم إلى أن ولوه من غير أن يكون طلب ذلك لنفسه ".
أقول: من المعلوم أن أبا بكر قد طلب الأمر لنفسه، فهو الذي احتج على الأنصار فخصهم كما يدعون: فإن قيل: الإحتجاج على القوم أمر، وطلب الأمر لنفسه