____________________
تسمية أبي بكر ب " الصديق " [1] قال ابن تيمية: هذا الحديث لم يروه الجماعة كلهم، ولا هو في الصحيحين ولا هو في السنن، بل هو مروي في الجملة.
وبتقدير صحته وثبوته فمن المعلوم أن هذا الحديث لم يرد به أن أبا ذر أصدق من جميع الخلق، فإن هذا يلزم منه أن يكون أصدق من النبي ومن سائر النبيين ومن علي بن أبي طالب، وهذا خلاف إجماع المسلمين كلهم من السنة والشيعة، فعلم أن هذه الكلمة معناها: أن أبا ذر صادق، ليس غيره أكثر تحريا للصدق منه، ولا يلزم إذا كان بمنزلة غيره في تحري الصدق أن يكون بمنزلته في كثرة الصدق والتصديق بالحق وفي عظم الحق الذي صدق فيه وصدق به، وذلك أنه يقال: فلان صادق اللهجة إذا تحرى الصدق، وإن كان قليل العلم بما حدث به الأنبياء، والنبي لم يقل: ما أقلت الغبراء أعظم تصديقا من أبي ذر، بل قال: أصدق لهجة، والمدح للصديق الذي صدق الأنبياء ليس بمجرد كونه صادقا، بل في كونه مصدقا للأنبياء، وتصديقه للنبي هو صدق خاص، فالمدح بهذا التصديق الذي هو صدق خاص نوع، والمدح بنفس كونه صادقا نوع آخر، فكل صديق صادق وليس كل صادق صديقا.
وبتقدير صحته وثبوته فمن المعلوم أن هذا الحديث لم يرد به أن أبا ذر أصدق من جميع الخلق، فإن هذا يلزم منه أن يكون أصدق من النبي ومن سائر النبيين ومن علي بن أبي طالب، وهذا خلاف إجماع المسلمين كلهم من السنة والشيعة، فعلم أن هذه الكلمة معناها: أن أبا ذر صادق، ليس غيره أكثر تحريا للصدق منه، ولا يلزم إذا كان بمنزلة غيره في تحري الصدق أن يكون بمنزلته في كثرة الصدق والتصديق بالحق وفي عظم الحق الذي صدق فيه وصدق به، وذلك أنه يقال: فلان صادق اللهجة إذا تحرى الصدق، وإن كان قليل العلم بما حدث به الأنبياء، والنبي لم يقل: ما أقلت الغبراء أعظم تصديقا من أبي ذر، بل قال: أصدق لهجة، والمدح للصديق الذي صدق الأنبياء ليس بمجرد كونه صادقا، بل في كونه مصدقا للأنبياء، وتصديقه للنبي هو صدق خاص، فالمدح بهذا التصديق الذي هو صدق خاص نوع، والمدح بنفس كونه صادقا نوع آخر، فكل صديق صادق وليس كل صادق صديقا.