وأهل السنة لا يجزمون بذلك، لا لهم، ولا لغيرهم.
فيكون اتباع أولئك أولى.
لأنا لو فرضنا - مثلا - خروج شخصين من بغداد يريدان الكوفة، فوجدا طريقين، سلك كل منهما طريقا، فخرج ثالث يطلب الكوفة، فسأل أحدهما: إلى أين تذهب؟ فقال: إلى الكوفة. فقال: أهذا طريقك يوصلك إليها؟ وهل طريقك آمن أم مخوف؟ فقال: لا أعلم شيئا من ذلك. ثم سأل صاحبه عن ذلك فقال: إعلم أن طريقي يوصلني إلى الكوفة، وأنه آمن، وأعلم أن طريق صاحبي لا يؤديه إلى الكوفة وليس بآمن. فإن الثالث إن تابع الأول عده العقلاء سفيها، وإن تابع الثاني، نسب إلى الأخذ بالحزم (1).
____________________
(1) أقول:
لم يأت ابن تيمية في الجواب عن هذا الوجه بشئ يذكر، فإنه وإن أطنب كعادته وذكر وجوها، لكنها ليست إلا تكرارا للسب والشتم والدعاوى العاطلة والمزاعم الباطلة، فلنورد كلامه بلفظه ملخصا، قال:
" والجواب على هذا من وجوه: أحدها: أن يقال: إن كان اتباع الذين تدعي لهم الطاعة المطلقة وأن ذلك يوجب النجاة واجبا، كان أتباع خلفاء بني
لم يأت ابن تيمية في الجواب عن هذا الوجه بشئ يذكر، فإنه وإن أطنب كعادته وذكر وجوها، لكنها ليست إلا تكرارا للسب والشتم والدعاوى العاطلة والمزاعم الباطلة، فلنورد كلامه بلفظه ملخصا، قال:
" والجواب على هذا من وجوه: أحدها: أن يقال: إن كان اتباع الذين تدعي لهم الطاعة المطلقة وأن ذلك يوجب النجاة واجبا، كان أتباع خلفاء بني