الأول لما نظرنا في المذاهب وجدنا أحقها وأصدقها، وأخلصها عن شوائب الباطل، وأعظمها تنزيها لله تعالى ولرسله ولأوصيائه *، وأحسن المسائل الأصولية والفروعية: مذهب الإمامية.
لأنهم اعتقدوا أن الله تعالى هو المخصوص بالأزلية والقدم، وأن كل ما سواه محدث، وأنه واحد، وأنه ليس بجسم ولا جوهر، وأنه ليس بمركب - لأن كل مركب يحتاج إلى جزئه، لأن جزءه غيره - ولا عرض، ولا في مكان وإلا لكان محدثا. بل نزهوه عن مشابهة المخلوقات.
وأنه تعالى قادر على جميع المخلوقات، وأنه عدل حكيم لا يظلم أحدا، ولا يفعل القبيح وإلا لزم الجهل أو الحاجة. تعالى الله عنهما. ويثيب المطيع لئلا يكون ظالما، ويعفو عن العاصي أو يعذبه بجرمه من غير ظلم له.
____________________
أدلة وجوب اتباع مذهب الإمامية * لا يخفى أن موضوع الكتاب " إثبات الإمامة " وإنما تعرض لمسائل التوحيد والعدل والنبوة مقدمة للغرض الذي لأجله وضع الكتاب، فلكون هذه المسائل مقدمة وفي كلامه إشارة لمجمل الدليل في كل مسألة منها، لم نر ضرورة للشرح والبسط إلا لما يتعلق بصلب الموضوع.