ومنع أبو بكر فاطمة عليها السلام إرثها، فقالت له: يا ابن أبي قحافة، أترث أباك ولا أرث أبي؟ والتجأ في ذلك إلى رواية انفرد بها - وكان هو الغريم لها، لأن الصدقة تحل له - لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " نحن معاشر الأنبياء لا نورث وما تركناه صدقة " على ما رووه عنه.
والقرآن يخالف ذلك، لأن الله تعالى قال: (يوصيكم الله في أولادكم) [1] ولم يجعل الله تعالى ذلك خاصا بالأمة دونه صلى الله عليه وآله وسلم، وكذب روايتهم فقال تعالى (وورث سليمان داود) [2] وقال تعالى عن زكريا: (وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب) [3].
ولما ذكرت فاطمة عليها السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهبها فدكا قال لها: هات أسود أو أحمر ليشهد لك بذلك، فجاءت بأم أيمن فشهدت لها بذلك، فقال: امرأة لا يقبل قولها، وقد رووا جميعا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " أم أيمن امرأة من أهل الجنة ".