بل قد رآها جميعا غير مقوية * سراء منها فوادي الجفر فالهدم (1) والهدم: ما تهدم، من جوانب وفي بعض نسخ الصحاح: من نواحي البئر، فسقط فيها، قال يصف امرأة فاجرة:
تمضي إذا زجرت عن سوأة قدما * كأنها هدم في الجفر منقاض (2) والهديم، كأمير: باقي نبات عام أول ودلك لقدمه.
والذي في نسخة اللسان: الهدم، بالتحريك فراجعه.
ومن المجاز هدمت الناقة، كفرح، هدما، وهدمة، محركتين، فهي، هدمة، كفرحة، ج: هدامى، وهدمت، فهي مهدم كلاهما إذا اشتدت ضبعتها فياسرت الفحل ولم تعاسره.
وفي الصحاح: وقال الفراء: هي التي تقع من شدة الضبعة، وأنشد لزيد بن تركي الدبيري: يوشك أن يوجس في الأوجاس فيها هديم ضبع هواس * إذا دعا العند بالأجراس (3) * قال ابن جني: فيه ثلاث روايات.
أحدها: أن يكون الهديم: فحلا، وأضافه إلى الضبع؛ لأنه يهدم إذا ضبعت، وهواس من نعت " هديم ".
الثانية: هواس، بالخفض على الجوار.
الثالثة: فيها هديم ضبع هواس.
وهو الصحيح؛ لأن الهوس يكون في النوق، وعليه يصح استشهاد الجوهري؛ لأنه جعل الهديم: الناقة الضبعة، ويكون هواس بدلا من ضبع، والضبع والهواس: واحد، وهديم في هذه الأوجه: فاعل ليوجس في البيت الذي قبله، أي: يسرع أن يسمع صوت هذا الفحل ناقة ضبعة، فتشتد ضبعتها.
* قلت: وقد فصل ذلك أبو زكريا في تهذيب غريب المصنف، وهذا الوجه الأخير الذي ذكره هو الذي صححوه، واعتمدوا عليه، ومثله مصلحا بخط غريب المصنف، وعلى الحاشية قال أبو عمر: أخبرنا ثعلب عن سلمة عن الفراء:
* فيها هديم ضبع هواس * * قلت: والمصدر في باب النكاح يأتي على فعال، نحو الضراب، والحرام، والحناء، فمن رواه هكذا فإنه جعله بدلا من ضبع، ومن رواه كشداد، فهو من نعت " هديم "، ولكنه مجرور على الجوار، فتأمل.
الهدام، كغراب: الدوار يصيب الإنسان من ركوب البحر، وقد هدم، كعني: أصابه ذلك، وهو مجاز.
والهدمة: المطرة الخفيفة.
وفي الصحاح: الدفعة من المطر، هكذا في بعض نسخه، ومثله في الأساس.
وأرض مهدومة: أصابتها هدمة من المطر.
والهدمة: الدفعة من المال، كما في نسخ الصحاح، وهكذا وجد بخط الجوهري.
وذو مهدم، كمنبر، ومقعد: قيل لحمير وهو ابن حضور بن عدي بن مالك.
قال ابن الكلبي: من بني حضور: شعيب بن ذي مهدم، نبي أصحاب الرس، وليس هو شعيب صاحب مدين.
وذو مهدم، أيضا: ملك الحبش.
وذو الأهدام: المتوكل بن عياض شاعر.
وأيضا: لقب نافع (4)، مهجو الفرزدق.