وقال غيره: إن طول كل واحد منهما في الأرض: أربعمائة ذراع في أربعمائة، وكذلك: علوهما أربعمائة ذراع، في أحدهما قبر هرمس، وهو إدريس عليه السلام، وفي الآخر قبر تلميذه أغاثيمون، وإليهما تحج الصائبة، وكانا أولا مكسوان بالديباج، حكاه ابن زولاق.
وقيل في الهرم الشرقي: الملك سوريد، وفي الغربي: أخوه هرجنب (1)، وفي الموزر: ابن لهرجنب، اسمه كرورس.
قال ابن زولاق: وفي الهرم الذي بدير أبي هرميس: قبر قرباس، وكان فارس مصر، وكان يعد بألف فارس، فإذا لقيهم وحده انهزموا، فلما مات جزع عليه الملك والرعية، فدفنوه بدير أبي هرميس، وبنوا عليه الهرم مدرجا، هذا خلاصة ما ذكروه في التواريخ.
وأما أقوال الشعراء، فمنهم من اقتصر على ذكرهما، فقال:
بعيشك هل أبصرت أحسن منظرا * على طول ما أبصرت من هرمي مصر أنافا بأعنان السماء وأشرفا (2) * على الجو إشراف السماك أو النسر وقد وافيا نشزا من الأرض عاليا * كأنهما ثديان قاما على صدر وقال المتنبي:
أين الذي الهرمان من بنيانه * ما يومه، ما قومه، ما المصرع ومنهم من ذكرهم بصيغة الجمع، فقال:
حسرت عقول ذوي النهي الأهرام * واستصغرت لعظيمها الأحلام ملس منقبة البناء شواهق * قصرت لعال دونهن سهام (3) لم أدر حين كبا التفكر دوننا * واستوهنت (4) بعجيبها الأوهام أقبور أملاك الأعاجم هن أم * طلسم رمل كن أم أعلام وابن هرمة، بالفتح (5): آخر ولد الشيخ والشيخة، والصواب فيه: كسر الهاء، وعلى مثاله: ابن عجزة، ويقال: ولد لهرمة، ولعجزة، ولكبرة، كل ذلك بالكسر، أي بعدما هرما، وعجزا، وكبرا، يستوي فيه المذكر والمؤنث.
والعجب أن المصنف ذكره في " ع ج ز " على الصواب بالكسر، فتأمل.
وإبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة بن هذيل بن ربيع بن عامر بن عدي بن قيس الخلج: شاعر مشهور، روى عنه ابن أخيه أبو مالك محمد بن مالك بن علي بن هرمة.
وفي كتاب طبقات الشعراء لابن المعتز: قيل لابن هرمة: قد هرمت أشعارك، قال: كلا، ولكن هرمت مكارم الأخلاق بعد الحكم بن المطلب، كذا في تاريخ حلب لابن العديم.
وبئر هرمة، في حزم بني عوال جبل لغطفان بأكناف الحجاز، لمن أم المدينة، عن عرام.
والهرم، بالفتح: نبت ضعيف ترعاه الإبل.
وقيل: ضرب من الحمض فيه ملوحة.
وفي الأساس: هو يبيس الشبرق، وهو أذله وأشده انبساطا على الأرض واستبطاحا، قال زهير: