ومنهل وردته التقاطا * لم أر إذ وردته فراطا إلا الحمام الورق والغطاطا وفرطت البئر، إذا تركتها حتى يثوب ماؤها. قال ذلك شمر، وأنشد في صفة بئر:
وهي إذا ما فرطت عقد الوذم * ذات عقاب همش وذات طم يقول: إذا أجمت هذه البئر قدر ما يعقد وذم الدلو ثابت بماء كثير. والعقاب: ما يثوب لها من الماء، جمع عقب.
وأما قول عمرو بن معد يكرب:
أطلت فراطهم حتى إذا ما * قتلت سراتهم كانت قطاط (1) أي أطلت إمهالهم والتأني بهم إلى أن قتلتهم.
وافترط الرجل ولدا: ماتوا صغارا.
وافترط الولد: عجل موته، عن ثعلب.
وأفرطت المرأة أولادا: قدمتهم. قال شمر: سمعت أعرابية فصيحة تقول: افترطت ابنين. وأفرط ولدا: مات له ولد صغير. وافترط أولادا: قدمهم.
وفرط إليه مني كلام وقول: سبق، وكذلك فرط أمر قبيح، أي سبق.
وفرط الرجل فروطا: شتم، نقله ابن القطاع.
وأمره فرط، بضمتين، أي متروك، ومنه قوله تعالى: " وكان أمره فرطا " (2) أي متروكا، ترك فيه الطاعة وغفل عنها، وقال أبو الهيثم: أمر فرط: متهاون به مضيع. وقال الزجاج: أي كان أمره التفريط، وهو تقديم العجز. وقال غيره: أي ندما، ويقال: سرفا.
وأفرطه: تركه، وخلفه، كفرطه. وفي حديث علي رضي الله عنه: " لا ترى (3) الجاهل إلا مفرطا أو مفرطا " أي مسرفا في العمل، أو مقصرا فيه (4).
وتفرط الشيء: فات وقته، كتفارط، ومنه الحديث: " نام عن العشاء حتى تفرطت " أي فات وقتها قبل أدائها.
وافترط إليه في هذا الأمر: تقدم وسبق.
وفلان مفترط السجال إلى العلا، أي له فيه قدمة. قال الشاعر:
ما زلت مفترط السجال إلى العلا * في حوض أبلج تمدر الترنوقا ومفارط البلد: أطرافه، قال أبو زبيد:
وسموا بالمطي والذبل الص * م لعمياء في مفارط بيد وفلان ذو فرطة في البلاد، بالضم، إذا كان صاحب أسفار كثيرة.
والفرط، بضمتين: الأمر يفرط فيه، وقيل: هو الإعجال.
وفرط عليه يفرط، آذاه.
وفرط أيضا، إذا (5) توانى وكسل (6).
والفرط، محركة: العجلة.
وأفرطه: أعجله.
قال سيبويه: وقالوا: فرطك، إذا كنت تحذره من بين يديه شيئا، أو تأمره أن يتقدم. وهي من أسماء الفعل الذي لا يتعدى.
والإفراط: الزيادة على ما أمرت.
وأفرط في القول: أكثر.
والفرط محركة: الأمر الذي يفرط فيه صاحبه، أي يضيع.