الكوة، حكاه ثعلب. وفي الصحاح: خيط باطل: الذي يقال له لعاب الشمس، ومخاط الشيطان. قلت: وفسر الزمخشري مخاط الشيطان بما يخرج من فم العنكبوت، وكذلك قاله ابن بري، فهو غير لعاب الشمس، وكأن المصنف جعله عطف تفسير، وليس كذلك، فتأمل.
والخيطة في كلام هذيل: الوتد، نقله الجوهري، وزاد السكري: الذي يوتد في الحبل (1) ليتدلى عليها، أي على الخلية.
وأنشد لأبي ذؤيب يصف مشتار العسل:
تدلى عليها بين سب وخيطة * بجرداء مثل الوكف يكبو غرابها يقول: تدلى صاحب العسل. والسب: الحبل. والجرداء: الصخرة. والوكف: النطع. شبهها به في الملاسة، والباء في بجرداء بمعنى في أو على وقال الأصمعي: الخيطة: الحبل (2)، كما نقله الأزهري، وأنشد (3):
تدلى عليها بين سب وخيطة * شديدة الوصاة نابل وابن نابل (4) ونقل الجوهري عن أبي عمرو: الخيطة: حبل لطيف يتخذ من السلب، ونقله السكري أيضا في شرح الديوان. فقال: ويقال خيطة هو حبل من سلب لطيف. قال والسلب: شجر يعمل منه الحبال.
وقال غيره: الخيطة: خيط يكون مع حبل مشتار العسل، فإذا أراد الخلية ثم أراد الحبل جذبه بذلك الخيط، وهو مربوط إليه، وبه فسر قول أبي ذؤيب السابق.
أو الخيطة: دراعة يلبسها، وهو قول ابن حبيب في شرح قول أبي ذؤيب.
ومن المجاز: خاط إليه خيطة، إذا مر عليه مرة واحدة. وفي الأساس: خاط فلان خيطة: إذا امتد في السير لا يلوي على شيء وكذلك خاط إلى مقصده، أو خاط خيطة: مر مرة سريعة وقال الليث: خاط خيطة واحدة، إذا سار سيرة ولم يقطع السير. وفي نوادر الأعراب: خاط خيطا، إذا مضى سريعا، وتخوط تخوطا مثله، وكذلك: مخط في الأرض مخطا، كاختاط واختطى، قال كراع: هو مأخوذ من الخطو، مقلوب عنه. قال ابن سيده: وهذا خطأ، إذ لو كان كذلك لقالوا: خاطه خوطة، ولم يقولوا خيطة. قال: وليس مثل كراع يؤمن على هذا.
ومن المجاز: مخيط الحية: مزحفها، وهو ممرها ومسلكها، قال ذو الرمة:
وبينهما ملقى زمام كأنه * مخيط شجاع آخر الليل ثائر (5) * ومما يستدرك عليه:
الخياط: بالكسر: لغة في الخياطة، قال المتنخل الهذلي:
كأن على صحاصحه رياطا * منشرة نزعن من الخياط وخيطه تخييطا، كخاطه، ومنه قول الشاعر:
فهن بالأيدي مقيساته * مقدرات ومخيطاته والخياطة: صناعة الخائط.
والخيط: اللون. وخيط بالطل: لقب مروان بن الحكم، لقب به لطوله، كأنه شبه بمخاط الشيطان، وقال الجوهري: لأنه كان طويلا مضطربا، وأنشد للشاعر، قلت: هو عبد الرحمن بن الحكم: