أخذها المخاض، أي الطلق، وهو وجع الولادة. وكل حامل ضربه الطلق فهي ماخض، كما في الصحاح. و (*) قيل: الماخض من النساء والإبل والشاء: المقرب، وهي التي دنا ولادها، وقد أخذها الطلق، قاله ابن الأعرابي، ج مواخض ومخض، وأنشد غيره في الدجاج:
ومسد فوق الدجاج محال نغض * تنقض إنقاض الدجاج المخض وأمخض الرجل: مخضت إبله. وقالت ابنة الخس الإيادي لأبيها: مخضت الفلانية، لناقة أبيها، قال: وما علمك؟ قالت: الصلا راج، والطرف لاج، وتمشي وتفاج. قال: أمخضت يا ابنتي فاعقلي.
والمخاض: الحوامل من النوق، كما في الصحاح. وفي المحكم: التي أولادها في بطونها، أو هي العشار، وهي التي أتى عليها من حملها عشرة أشهر، قاله ثعلب. قال ابن سيده: لم أجد ذلك إلا له، أعني أن يعبر عن المخاض بالعشار. قال الجوهري: الواحدة خلفة، وهو نادر على غير قياس، ولا واحد لها من لفظها. وقال أبو زيد: إذا أردت الحوامل من الإبل قلت: نوق مخاض، واحدتها خلفة، على غير قياس. كما قالوا لواحدة النساء: امرأة.
ولواحدة الإبل: ناقة أو بعير (1). وقال ابن سيده: وإنما سميت الحوامل مخاضا، تفاؤلا بأنها تصير إلى ذلك وتستمخض بولدها إذا نتجت. أو المخاض: الإبل حين يرسل فيها الفحل. وفي أول الزمان حتى يهدر، قال ابن سيده: هكذا وجد، حتى يهدر، وفي بعض الروايات: حتى يهدر، أي تنقطع عن الضراب. كذا في النسخ تنقطع، بالمثناة الفوقية، والصواب ينقطع. جمع بلا واحد. وعبارة المحكم: لا واحد لها.
والفصيل إذا لقحت أمه: ابن مخاض، والأنثى: بنت مخاض. نقله صاحب اللسان والصاغاني عن السكري، كما سيأتي. أو ما دخل في السنة الثانية. وعبارة الصحاح. والمخاض: الحوامل من النوق. ومنه قيل للفصيل إذا استكمل الحول ودخل في الثانية: ابن مخاض، والأنثى ابنة مخاض، لأنه فصل عن أمه وألحقت أمه بالمخاض، سواء لقحت أو لم تلقح، انتهى. وقال الأصمعي: إذا حملت الفحل على الناقة فلقحت فهي خلفة، وجمعها مخاض، وولدها إذا استكمل سنة من يوم ولد ودخول السنة الأخرى ابن مخاض، لأن أمه لحقت بالمخاض من الإبل أي الحوامل. وقال ابن الأثير: المخاض: اسم للنوق الحوامل. وبنت المخاض وابن المخاض: ما دخل في السنة الثانية لأن أمه لحقت بالمخاض، أي الحوامل، وإن لم تكن حاملا، أو ما حملت أمه، أو حملت الإبل التي فيها أمه وإن لم تحمل هي، قال: وهذا هو معنى ابن مخاض وبنت مخاض، لأن الواحد لا يكون ابن نوق، وإنما يكون ابن ناقة واحدة. والمراد أن تكون وضعتها أمها في وقت ما، وقد حملت النوق التي وضعن مع أمها، وإن لم تكن أمها حاملا، فنسبها إلى الجماعة بحكم مجاورتها لأمها.
قال الجوهري: ولا يقال في ج إلا بنات مخاض، وبنات لبون، وبنات آوى. وقال غيره: لا يثنى مخاض ولا يجمع، لأنها (2) إنما يريدون أنها مضافة إلى هذه السن الواحدة. وأنشد الصاغاني لأبي ذؤيب يصف خمرا:
فلا تشترى إلا بربح سباؤها * بنات المخاض شومها وحضارها ورواه أبو عمرو: شيمها، والأولى رواية الأصمعي، وقال ابن حبيب: روى أبو عبد الله: بزلها وعشارها. وقيل: ابن مخاض يقال له ذلك إذا لقحت. قال ذلك السكري في شرح بيت أبي ذؤيب هذا. انتهى ما قاله الصاغاني في العباب. قلت: والذي قي شرح السكري ورواه الأخفش: بنات اللبون: شيمها. يقول: هذه الخمر تشترى ببنات المخاض. شومها: سودها، وحضارها: بيضها. ولم أجد فيه ما نقله الصاغاني وهو قوله: ابن مخاض إلى آخره. فتأمل.
وقد تدخلهما ال، قال الجوهري، وابن مخاض نكرة، فإذا أردت تعريفه أدخلت عليه الألف واللام، إلا أنه تعريف جنس. قال الشاعر: قلت: هو جرير ونسبه ابن بري في