نصر بن منصور النميري سمع الحديث واشتغل بالأدب، أصابه جدري وهو ابن أربع عشرة سنة (1) فنقص بصره جدا، وكان لا يبصر الأشياء البعيدة، ويرى القريب منه، ولكن كان لا يحتاج إلى قائد، فارتحل إلى العراق لمداواة عينيه فآيسته الأطباء من ذلك، فاشتغل بحفظ القرآن ومصاحبة الصالحين فأفلح، وله ديوان شعر كبير حسن، وقد سئل مرة عن مذهبه واعتقاده فأنشأ يقول:
أحب عليا والبتول وولدها * ولا أجحد الشيخين فضل التقدم وأبرأ ممن نال عثمان بالأذى * كما أتبرا من ولاء ابن ملجم ويعجبني أهل الحديث لصدقهم * فلست إلى قوم سواهم بمنتمي توفي ببغداد ودفن بمقابر الشهداء بباب حرب رحمه الله تعالى.
بحمد الله تعالى قد تم الجزء الثاني عشر من البداية والنهاية للعلامة ابن كثير ويليه الجزء الثالث عشر وأوله سنة تسع وثمانين وخمسمائة هجرية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التحية