عبد الله بن شمعون أبو أحمد الفقيه المالكي القيرواني، توفي ببغداد ودفن بباب حرب والله سبحانه وتعالى أعلم.
ثم دخلت سنة ثنتين وسبعين وأربعمائة فيها ملك محمود (1) بن مسعود بن محمود بن سبكتكين صاحب غزنة قلاعا كثيرة حصينة من بلاد الهند، ثم عاد إلى بلاده سالما غانما. وفيها ولد الأمير أبو جعفر بن المقتدي بالله، وزينت له بغداد وفيها ملك صاحب الموصل الأمير شرف الدولة مسلم بن قريش بن بدران العقيلي بعد وفاة أبيه (2). وفيها ملك منصور بن مروان بلاد بكر بعد أبيه. وفيها أمر السلطان بتغريق ابن علان اليهودي ضامن البصرة، وأخذ من ذخائره أربعمائة ألف دينار، فضمن خمارتكين البصرة بمائة ألف دينار ومائة فرس في كل سنة. وفيها فتح عبيد الله بن نظام الملك تكريت. وحج بالناس جنفل التركي وقطعت خطبة المصريين بمكة وخطب للمقتدي وللسلطان ملكشاه السلجوقي.
وممن توفي فيها من الأعيان...
عبد الملك بن الحسن بن أحمد بن حيرون أبو نصر سمع الكثير وكان زاهدا عابدا، يسرد الصوم، ويختم في كل ليلة ختمة رحمه الله.
محمد بن محمد بن أحمد (3) ابن الحسين بن عبد العزيز بن مهران العكبري، سمع هلال الحفار، وابن رزقويه والحمامي وغيرهم، وكان فاضلا جيد الشعر، فمن شعره قوله:
أطيل فكري في أي ناس * مضوا قدما وفيمن خلفونا (4) هم الاحياء بعد الموت ذكرا * ونحن من الخمول الميتونا توفي في رمضان منها وله سبعون سنة (5).