قال له: إن كان لا يرضيك إلا الغشم، وإخافة البرئ فابعث غيري فقال له معاوية: سر راشدا، فقد رضيت رأيك. وكان عثمانيا ممن شهد صفين مع معاوية.
فمضى [ابن شجرة] وكتم أمره فأتى وادي القرى ثم الجحفة، ثم قدم مكة، في غرة من ذي حجة (1) فأراد قثم بن العباس التنحي عن مكة، إذ لم يكن في منعة [ظ] وكان أبو سعيد الخدري حاجا وكان له ودا، فأشار عليه أن لا يفعل، وبلغه أن معقل بن قيس الرياحي موافيه في جمع بعث بهم علي حين بلغه فصول ابن شجرة من الشام.
قالوا: (2) وأمر ابن شجرة مناديه فنادى في الناس بالأمان، وقال: إني لم آت لقتال وإنما أصلي بالناس، فإن شئتم فعلت ذلك، وإلا فاختاروا من يقيم لكم الحج، والله ما مع قثم منعة، ولو أشاء أن آخذه لأخذته، ولكني لا أفعل، ولا أصلي معه، وأتى أبا سعيد فقال له: إن [ظ] رأيت والي مكة كره ما جئنا له ونحن للصلاة معه كارهون، فإن شاء اعتزل الصلاة واعتزلها وتركنا أهل مكة يختارون من أحبوا. فاصطلحوا على شيبة بن عثمان بن أبي طلحة العبدري، فقال: أبو سعيد: ما رأيت في أهل الشام مثل هذا؟ ذهب إلينا قبل أن نطلب إليه (3).
وقدم معقل يريد يزيد بن شجرة، فلقي أخريات أصحابه بوادي القرى فأسر منهم ولم يقتل، ثم صار إلى دومة الجندل وانصرف إلى الكوفة.