تقلص اللحم الحار بعد قطع أوداجه وقبل ذهاب حرارته.
بل منشأ الاستحقاق هو الاختيار الذي معناه تشخيص أنه خيره الناشي من حكم العقل بعد ملاحظة الخيرات والشرور وميل النفس إلى الأولى باعتبار الرقائق التي تميل بها إلى العالم العلوي المناسب لها والى الثانية باعتبار الرقائق التي تميل بها إلى العالم السفلي المتناسب لها.
ويمكن أن يكون هو المراد بقوله تعالى: إنا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا (1).
كما لا وجه أيضا لتوهم أن إرادة المعصية ناشئة من خبث السريرة الراجعة إلى الذات المخلوقة كذلك فينقطع السؤال بلم، لان الذاتي لا يعلل ضرورة أنه مخالف للآيات والأخبار الكثيرة وحكم العقل.
أما الآيات فكثيرة، منها قوله تعالى: يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين (2) دل على أن سبب كفرهم إنما هو اختيار أنفسهم الكفر.
مضافا إلى عدم صحة المخاطبة بهذا الخطاب المهيل إلا لمن كان ذا اختيار بنفسه مع قطع النظر عن ذاته، بل إنما يصح فيما إذا لم يجعله خبيثا ذاتا وإلا فيقبح ذلك الخطاب.
وأما الاخبار فكثيرة على اختلافها، فمنها ما يدل على أن للقلب أذنين كما رواه في الكافي، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من قلب إلا وله أذنان على إحديهما ملك مرشد وعلى الاخر شيطان مفتن، هذا يأمره وهذا يزجره، الشيطان يأمره بالمعاصي والملك يزجره عنها، وهو قول الله عز وجل: عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول