لشرب اللبن منه. ومعنى " حولين " سنتان، وهو مأخوذ من الانقلاب في قولك:
حال الشئ عما كان عليه يحول، فالحول، لأنه انقلب عن الوقت الأول إلى الثاني، ومنه الاستحالة في الكلام، لانقلابه عن الصواب. وقيل أخذ من الانتقال من قولك: تحول عن المكان. وإنما قال: " كاملين " فان كانت التثنية تأتي على استيفاء العدة، لرفع التوهم، وإنه على طريقة التغليب، كقولهم: سرنا يوم الجمعة. وإن كان السير في بعضه. وقد يقال: أقمنا حولين، وإن كانت الإقامة في حولين، وبعض آخر (1) فهو لرفع الايهام الذي يعرض في الكلام.
المعنى:
فان قيل: هل يلزم في كل مولود قيل: فيه خلاف: قال ابن عباس:
لا، لأنه يعتبر ذلك بقوله: " وحمله وفصاله ثلاثون شهرا " (2) فان ولدت المرأة لستة أشهر، فحولين كاملين، وإن ولدت لسبعة أشهر، فثلاثة وعشرون شهرا، وإن ولدت لتسعة أشهر، فاحد وعشرين شهرا تطلب بذلك التكملة لثلاثين شهرا في الحمل والفصال الذي سقط به الفرض، وعلى هذا تدل أخبارنا، لأنهم رووا: أن ما نقص عن إحدى وعشرين شهرا فهو جور على الصبي. وقال الثوري: هو لازم في كل ولد إذا اختلف والداه، رجعا إلى الحولين من غير نقصان، ولا زيادة، ولا يجوز لهما غير ذلك، والرضاع بعد الحولين لاحكم له في التحريم - عندنا - وبه قال ابن مسعود وابن عباس وابن عمرو أكثر العلماء، وروي عن عائشة أن رضاع الكثير يؤثر. وقال أبو علي الجبائي لم يقم بهذا حجة ولا نزل له ظاهر القرآن.
وقوله: " وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف " معناه أنه يجب على الأب إطعام أم الولد وكسوتها ما دامت في الرضاعة اللازمة إذا كانت مطلقة، وبه قال الضحاك والثوري وأكثر المفسرين.