سيئاتكم " دخلت من للتبعيض لأنه إنما يكفر بالطاعة - غير التوبة - الصغائر. هذا على مذهب من يقول بالصغائر والاحباط. فأما على مذهبنا فإنما كان كذلك لان اسقاط العقاب كله تفضل، فله أن يتفضل باسقاط بعضه دون بعض فلو لم يدخل من لا فاداته يسقط جميع العقاب. وقال قوم من زائدة والذي ذكرناه أولى لأنه لا حاجة بنا إلى الحكم بزيادتها مع امكان حملها على فائدة (والله بما تعملون خبير) معناه أنه تعالى بما تعملونه في صدقاتكم من إخفائها وإعلانها عالم خبير به لا يخفى عليه شئ من ذلك فيجازي على جميعه بحسبه. وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لابن العاص " تعما بالمال الصالح للرجل الصالح " فاختار أبو عبيد لأجل هذه الرواية قراءة أبي عمرو وقال الزجاج هذه رواية غير مضبوطة ولا يجوز عند البصريين ذلك لأنه فيه جمعا بين ساكنين من غير حرف مد ولين وفي نعم ثلاث لغات نعم ونعم ونعما.
قوله تعالى:
(ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون) (272) آية واحدة.
المعنى:
قيل في وجه اتصال هذه الآية بما قبلها قولان: أحدهما - ما قاله ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة ليس عليك هداهم بمنع المشركين الأقرباء من الصدقة ليدخلوا في الاسلام فعلى هذا معناه الإباحة. الثاني - قال الحسن، أبو علي الجبائي، والزجاج: " ليس عليك هداهم " بالحمل على النفقة في وجوه البر فعلى هذا معناه التسلية والتقدير ليس عليك أن تعدي الناس إلى نيل الثواب، والجنة وإنما عليك أن تهديم إلى الايمان بأن تدلهم عليه لأنه (عليه السلام) كان يغتم إذا لم يؤمنوا