لنفعكم وضركم دون غيره ممن كان ملكه إياه في دار الدنيا. وقوله (ثم توفى كل نفس ما كسبت) قيل فيه وجهان: أحدهما - توفى جزاء ما كسبت من الاعمال.
الثاني - توفى بما كسبت من الثواب أو العقاب، لان الكسب على وجهين: كسب العبد لفعله وكسبه لما ليس من فعله ككسبه المال وقوله: (وهم لا يظلمون) معناه لا ينقصون ما يستحقونه من الثواب ولا يزداد عليهم فيما يستحقونه من العقاب والآية تدل على أن الجزاء لا يكون إلا على الكسب لأنه لو كان خاصا لجرى مجرى توفى كل نفس ما قالت وليس مفهومه كذلك لأنه عام فيما يجازي به العبد وموضع " ثم توفى كل نفس ما كسبت " نصب بأنه عطف على صفة يوما إلا أنه حذف منه فيه لدلالة الأول عليه.
قوله تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تفضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ولا تساموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى اجله ذلكم أقسط عند الله وأقوام للشهادة وأدنى الا ترتابوا إلا أن تكون