المعنى:
وقوله (كيف يشاء) معناه كيف يريد والمشيئة هي الإرادة ومعنى " يصوركم في الأرحام كيف يشاء " من ذكر أو أنثى أو أبيض أو أسود أو تام أو ناقص إلى غير ذلك ما تختلف به الصور، وفيه حجة على النصارى في ادعائهم إلهية المسيح وذلك أن الله تعالى صوره في الرحم كما شاء، فهو لذلك عبد مربوب وقوله: (لا إله إلا هو العزيز الحكيم) معناه أنه تعالى لما ذكر ما يدل عليه من قوله: (هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء) ذكر الدليل والمدلول عليه وإنما ذكر " العزيز الحكيم " تحذيرا بعد ذكر الدليل ليعلم أنه عزيز لا يتهيأ لاحد منعه من عقوبة من يريد عقابه حكيم في فعل العقاب وفي جميع أفعاله.
قوله تعالى:
(هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب) (7).
المعنى:
قوله: (هو الذي أنزل عليك الكتاب) يعني القرآن (منه آيات محكمات) هن أم الكتاب وأخر متشابهات) فالمحكم هو ما علم المراد بظاهره من غير قرينة تقترن إليه ولا دلالة تدل على المراد به لوضوحه، نحو قوله: " إن الله لا يظلم