فهذا تقديره في المعنى. وقوله: " فأخذهم الله بذنوبهم " بمعنى عاقبهم الله بذنوبهم وسمى المعاقبة مؤاخذة لأنها أخذ بالذنب والاخذ بالذنب عقوبة والذنب والجرم واحد تقول أذنب يذنب اذنابا فهو مذنب والذنب التلو للشئ ذنبه يذنبه ذنبا إذا تلا والذنوب الدلو لأنها تالية للحبل في الجذب والذنوب النصيب لأنه كالدلو في الانعام قال الشاعر:
لنا ذنوب ولكم ذنوب * فان أبيتم فلنا قليب (1) والذنوب: الفرس الوافر شعر الذنب. وأصل الباب: التلو، فالذنب الجرم لما يتلوه من استحقاق الذم كما قيل العقاب، لأنه يستحق عقيب الذنب.
قوله تعالى:
(قل للذين كفروا ستغلبون ويحشرون إلى جهنم وبئس المهاد) (12) آية.
القراءة، والحجة:
قرأ أهل الكوفة إلا عاصما سيغلبون، ويحشرون بالياء، فيهما: الباقون بالتاء. من اختار التاء، فلقوله: " قد كان لكم آية في فئتين " فأجري جميعه على الخطاب. ومن اختار الياء، فللتصرف في الكلام والانتقال من خطاب المواجه إلى الخبر بلفظ الغائب. وقيل: إن الخطاب لليهود. والاخبار عن عبدة الأوثان لان اليهود أظهروا، الشماتة بما كان من المشركين يوم أحد، فقيل لهم سيغلبون يعني المشركين. وعلى هذا لا يجوز إلا بالياء. وقيل التاء في عموم الفريقين.
ومثله قال زيد المال ماله. وقال المال مالي. وقل له سنخرج وسيخرج. وكل ذلك جائز حسن.