نذر الدم: العقد على سفكه للخوف من مضرة صاحبه قال الشاعر:
هم ينذرون دمي وأنذر إن لقيت بأن أشدا ومنه الانذار الاعلام بموقع العدو، للخوف منه ليتقى يقال نذرت النذر أنذره نذرا وجمعه نذور وقوله: (فان الله يعلمه) معناه يجازي عليه لأنه عالم به، فدل بذكر العلم على تحقيق الجزاء إيجازا للكلام وقوله (وما للظالمين من أنصار) وعيد للظالمين وهم الفاعلون لضرر يستحق عليه الذم. والمراد بالظالمين ههنا الذين كانوا انفاقهم على غير الوجه المأذون لهم فيه من ربا أو ضرار أو شقاق أو من مال مغصوب أو مأخوذ من غير وجهه. وسمي ذلك ظلما، لأنه وضع فيه في غير موضعه، والأنصار جمع نصير مثل شريف وأشراف، وباب فعيل يجمع على فعلاء مثل عليم وعلماء وكريم وكرماء، وقد ورد فيه فعال مثل نصير ونصار.
والنصير: هو المعين على العدو، فعلى هذا لا تدل الآية على أنه لا شفاعة لمرتكبي الكبائر لان أحدا لا يقول أن لهم معينا على عدوهم بل إنما نقول لهم من يسأل في بابهم على وجه التضرع ولا يسمى ذلك نصر على حال.
قوله تعالى:
إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعلمونه خبير) (171) آية واحدة بلا خلاف.
القراءة:
قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف فنعما - بفتح النون وكسر العين - وقرأ ابن كثير، وورش، ويعقوب، وحفص، والأعشى والبرجمي - بكسر النون والعين - وقرأ أهل المدينة - إلا ورشا - وأبو عمر، وأبو بكر - إلا الأعشى - والبرجمي - بكسر النون وسكون العين - وكذلك في النساء في قوله: " نعما يعظكم