وقيل في معنى البيت: انه كان من عادتهم أن لا تنوح نساؤهم على قتلاهم إلا بعد أن يؤخذ بثاره، فأراد الشاعر أن يبين أنهم أخذوا بثار مالك بأن النساء ينحن عليه. ولذلك قال في البيت الذي بعده:
يجد النساء حواسرا يندبنه وقوله: (لعلهم يرجعون) فيه حذف وتقديره: لعلهم يرجعون عن دينهم في قول ابن عباس، والحسن، وقتادة، ومجاهد.
قوله تعالى:
" ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم " (73) آية.
المعنى، والاعراب:
قال الحسن: القائلين " لا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم " هم يهود خيبر ليهود المدينة. وقال قتادة، والربيع، والسدي، وابن زيد: هم بعض اليهود لبعض.
وقيل في معنى الآية ستة أقوال:
أحدها - قال الحسن، ومجاهد: اعرض بقوله: " قل إن الهدى هدى الله " وتقديره: " ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم " ولا تؤمنوا " أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم " ولا تؤمنوا " أن يحاجوكم عند ربكم " لأنه لا حجة لهم. وقال أبو علي الفارسي. وتقديره ولا تصدقوا ب " أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم " " إلا لمن تبع دينكم ".