أحدهما - قال الحسن، ومجاهد، والربيع، والجبائي: إنها السورة وقال ابن جريج: هي القرآن، والاسلام. ووجه هذا القول أنه يختصهم بالاسلام بما لهم من اللطف فيه. وفي الآية دلالة على أن النبوة ليست مستحقة بالافعال، لأنها لو كانت جزاء، لما جاز أن يقول يختص بها من يشاء، كما لا يجوز أن يختص بعقابه من يشاء من عباده. فان قيل اللطف مستحق، وهو يختص به من يشاء من عباده؟
قلنا: لأنه قد يكون لطفا على وجه الاختصاص دون الاشتراك وليس كذلك الثواب.
اللغة:
وقوله: (والله ذو الفضل العظيم)، فالفضل الزيادة عن الاحسان وأصله على الطلاق الزيادة يقال في بدنه فضل أي زيادة. والفاضل: الزائد على غيره في خصال الخير، فأما التفضل، فزيادة النفع على مقدار الاستحقاق ثم كثر استعماله حتى صار لكل نفع قصد به فاعله أن ينفع صاحبه.
وقوله تعالى:
" ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون " (75) آية بلا خلاف.
القراءة، والحجة:
قرأ أبو عمرو " يؤده إليك " باسكان الهاء. الباقون باشباعها.
قال الزجاج: هذا غلط من الراوي كما غلط في " بارئكم " (4) باسكان