صلحا والكتيبة أكثرها كان عنوة وفيها صلح قلت لمالك وما الكتيبة قال أرض خيبر وهي أربعون ألف عذق وروى أبو داود أيضا عن مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتتح بعض خيبر عنوة وروى أيضا من طريق محمد بن إسحاق عن الزهري وعبد الله بن أبي بكر وبعض ولد محمد بن مسلمة قالوا بقيت بقية من أهل خيبر تحصنوا فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحقن دماءهم ويسيرهم ففعل فسمع بذلك أهل فدك فنزلوا على مثل ذلك قال وروى أبو داود أيضا من حديث حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر قال أحسبه عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قاتل أهل خيبر فغلب على النخل والأرض وألجأهم إلى قصرهم فصالحوه على أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم الصفراء والبيضاء والحلقة ولهم ما حملت ركابهم على أن لا يكتموا ولا يغيبوا شيئا فإن فعلوا فلا ذمة لهم ولا عهد فغيبوا مسكا لحيي بن أخطب وقد كان قتل قبل خيبر كان احتمله معه يوم بني النضير حين أجليت النضير فيه حليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعية بن عمرو أين مسك حيي بن أخط ب قال أذهبته الحروب والنفقات فوجدوا المسك فقتل النبي صلى الله عليه وسلم ابنه أبي الحقيق وسبى نسائهم وذراريهم وأراد أن يجليهم فقالوا يا محمد دعنا نعمل في هذه الأرض ولنا الشطر ما بدأ لكم ولكم الشطر وزاد البلاذري فيه قال فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم سعية بن عمرو إلى الزبير فمسه بعذاب فقال رأيت حييا يطوف في هذه الخربة ففتشوها فوجدوا المسك فقتل النبي صلى الله عليه وسلم ابني أبي الحقيق وأحدهما زوج صفية بنت حيي بن أخطب وسبى نسائهم وذراريهم وقسم أموالهم للنكث الذي نكثوا ففي هذا أنها فتحت صلحا وأن الصلح النقض فصارت عنوة ثم خمسها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقسمها وفي رواية بشير بن يسار المرسلة أنه عليه السلام عزل شطرها ثمانية عشر سهما لنوائب المسلمين فكان منها الوطيح والسلالم والكتيبة التي كان بعضها صلحا وبعضها عنوة وقد تكون غلب عليها حكم الصلح فلذلك لم يقسم فيما قسم بين الغانمين والوطيح والسلالم لم يجر لهما ذكر صريح في العنوة فصار هذا القول قويا انتهى كلام أبي الفتح رحمه الله
(٢٥٣)