والشافعية معنا في ذلك وأخذ المالكية بإطلاقه قال القرطبي ولا فرق بين الجيوش والسرايا عملا بإطلاق النص وهو وإن كان نيل العدو له في الجيش العظيم نادرا فنسيانه وسقوطه ليس نادرا انتهى واعلم أن المراد بالقرآن في الحديث المصحف وقد جاء مفسرا في بعض الأحاديث وأشار إليه البخاري بقوله باب السفر بالمصاحف إلى أرض العدو يروي ذلك عن محمد بن بشر عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد سافر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى أرض العدو وهم يعلمون القرآن انتهى الحديث الحادي عشر قال عليه السلام لا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا قلت تقدم ذلك في حديث بريدة قوله والمثلة المروية في قصة العرنيين منسوخة بالنهي المتأخر قلت أخرجه البخاري ومسلم حديث العرنيين في كتاب الحدود من رواية سعيد عن قتادة عن أنس أن نفرا من عكل ثمانية وفي لفظ أن أناسا من عرنية قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه على الاسلام فاستوخموا الأرض وسقمت أبدانهم فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألا تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبون من أبوالها وألبانها قالوا بلى يا رسول الله فخرجوا فشربوا من أبوالها وألبانها فصحوا ثم مالوا على الرعاء فقتلوهم وارتدوا عن الاسلام واستاقوا ذود رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فبعث في إثرهم وأتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم وتركهم في الحرة حتى ماتوا وفي لفظ وألقوا في الحرة يستسقون فلا يسقون ولم يحسمهم حتى ماتوا وفي لفظ فقطع أيديهم وأرجلهم ثم أمر بمسامير فأحميت ثم كحلهم بها وفي
(٢٣٣)