بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة على رسوله وآله واللعن على أعدائهم إلى يوم لقائه وبعد بشرى لفقهاء الأمصار وفضلاء الديار فقد طلع شارق مشرق الشمسين عن مغربه وأنار ووقع عروة الحبل المتين في موقعه ودار فاستضيئوا واعتصموا بما فيهما من مجامع أنوار الآيات والاخبار وعمد مباني الاحكام باطنانها على وجه الاختصار ولا يحتاج مصنفات رأس العرفاء والموحدين وتاج الفقهاء والمجتهدين وشيخ الرواة والمحدثين واستاد الفضلاء والمتبحرين وذخر الحكماء والمتكلمين وفخر الأدباء والرياضيين الشيخ بهاء الملة والدين قوى الله أجنحة لاهوتيته في أعلا عليين إلى التوصيف والاظهار فان مزاياها كنار على منار وقد انطبع كثير منها و نفع وبقي ما هو أتم وأنفع سيما الكتابين المشار إليهما في البين فان فيهما فوائد طريفة في مقام الاستنباط وعوائد ظريفة في فهم الاخبار ورفع الأخلاط فطبعا هذا الطبع وضم إليهما من مصنفاته الفائقة ما يتلو بهما في النفع فاشتمل هذا الكتاب المبارك على هذه الكتب والرسائل الوجيزة في الدراية ثم كتاب الحبل المتين ثم الرسالة الإرثية ثم كتاب مشرق الشمسين ثم الرسالتان الكريتان ثم رسالة العروة الوثقى ولعمري انها من أحسن الوسائل لتنقيح الاحكام بالدلائل ولقد أظهر أنار الله برهانه في الايجاز الاعجاز وكأنه أمدع الألفاظ وأودع في قليلها كثير المعاني من غير تعقيد ولا الغاز ومع ذلك ففيها نكات جامعة ودقائق نافعة من أعظم أسباب الاستنباط والاجتهاد وأتم ما يستكمل القوة بتجوال الفكر في ميدان بياناته ويزداد فان صفاء ذهنه الوقاد وحلاء فكره النقاد واستظهاراته التأسيسية المستقيمة
(٢)