فقال: إن الناس يتحدثون أنك رجعت لهم عن كره، فلما أن كان الغد الجمعة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه فخطب فذكرهم ومباينتهم الناس وأمرهم الذي فارقوه فيه، فعابهم وعاب أمرهم، قال: فلما نزل المنبر تنادوا من النواحي المسجد (لا حكم إلا لله) فقال علي: حكم الله أنتظر فيكم، ثم قال بيده هكذا يسكتهم بالإشارة، وهو على المنبر حتى أتى رجل منهم واضعا إصبعيه في دابته وهو يقول: * (لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) *.
(21) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا ابن عيينة عن عبد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس أنه ذكر عنده الخوارج فذكر من عبادتهم واجتهادهم فقال: ليسوا بأشد اجتهادا من اليهود والنصارى ثم هم يصلون.
(22) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا ابن عيينة عن معمر عن ربعي عن طاوس عن أبيه عن ابن عباس أنه ذكر ما يلقى الخوارج عند القرآن فقال: يؤمنون عند محكمه ويهلكون عند متشابهه.
(23) حدثنا أسود بن عامر قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن بشر بن شفاف قال: سألني عبد الله بن سلام عن الخوارج فقلت: هم أطول الناس صلاة وأكثرهم صوما غير أنهم إذا خلفوا الجسر اهراقوا الدماء، وأخذوا الأموال، فقال: لا سئل عنهم الأذى، أما إني قد قلت لهم: لا تقتلوا عثمان، دعوه، فوالله لئن تركتموه إحدى عشرة ليلة ليموتن على فراشه موتا فلم يفعلوا، فإنه لم يقتل نبي إلا قتل سبعون ألفا من الناس، ولم يقتل خليفة إلا قتل به خمسة وثلاثون ألفا.
(24) حدثنا أسود بن عامر قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي الطفيل أن رجلا ولد له غلام على عهد النبي (ص)، فدعا له وأخذ ببشرة جبهته فقال بها هكذا وغمز جبهته ودعا له بالبركة، قال: فنبت شعرة في جبهته كأنها هلبة فرس، فشب الغلام، فلما كان زمن الخوارج أحبهم، فسقطت الشعرة عن جبهته، فأخذه أبوه فقيده مخافة أن يلحق بهم، قال: فدخلنا عليه فوعظناه وقلنا له فيما نقول: ألم تر أن بركة دعوة