(11) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي قال حدثنا عمران بن ظبيان عن أبي يحيى قال: سمع رجلا من الخوارج وهو يصلي صلاة الفجر يقول: * (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) * قال فترك سورته التي كانت فيها قال: وقرأ * (فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون) *.
(12) حدثنا قطن بن عبد الله أبو مري عن أبي غالب قال: كنت في مسجد دمشق فجاؤوا بسبعين رأسا من رؤوس الحرورية فنصبت على درج المسجد، فجاء أبو أمامة فنظر إليهم فقال: كلاب جهنم، شر قتلى قتلوا تحت ظل السماء، ومن قتلوا خير قتلى تحت السماء، وبكى فنظر إلي وقال: يا أبا غالب! إنك من بلد هؤلاء؟ قلت: نعم، قال:
أعاذك - قال: أظنه قال: الله منهم: قال: تقرأ آل عمران؟ قلت: نعم! قال: * (منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشبهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) * قال:
* (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون) * قلت: يا أبا أمامة! إني رأيتك تهريق عبرتك؟ قال:
نعم! رحمة لهم، إنهم كانوا من أهل الاسلام، قال: (افترقت بنو إسرائيل على واحدة وسبعين فرقة، وتزيد هذه الأمة فرقة واحدة، كلها في النار إلا السواد الأعظم، عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم، وإن تطيعوه تهتدوا، وما على الرسول إلا البلاغ، السمع والطاعة خير من الفرقة والمعصية). فقال له رجل: يا أبا أمامة! أمن رأيك تقول أم شئ سمعته من رسول الله (ص)؟ قال: إني إذا لجرئ، قال بل سمعته من رسول الله (ص) غير مرة ولا مرتين حتى ذكر سبعا.