فانصروا أقواما كانوا أصحاب رايات يوم بدر ويوم حنين تنصروا [وتوجروا]، ألا إن أخوف الفتنة عندي عليكم فتنة عمياء مظلمة خصت فتنتها، وعمت بليتها، أصاب البلاء من أبصر فيها، وأخطأ البلاء من عمي عنها، يظهر أهل باطلها على أهل حقها حتى تملا الأرض عدوانا وظلما، وإن أول من يكسر عمدها ويضج جبروتها وينزع أوتادا الله رب العالمين، ألا وإنكم ستجدون أرباب سوء لكم من بعدي كالناب الضروس، تعض بفيها، وتركض برجلها، وتخبط بيدها، وتمنع درها، ألا أنه لا يزال بلاؤهم بكم حتى لا يبقى في مصر لكم إلا نافع لهم أو غير ضار، وحتى لا يكون نصرة أحدكم منهم إلا كنصرة العبد من سيده وأيم الله لو فرقوكم تحت كل كوكب لجمعكم الله أيسر يوم لهم، قال: فقام رجل فقال: هل بعد ذلكم جماعة يا أمير المؤمنين؟ قال: لأنها جماعة شتى غير أن أعطياتكم وحجكم وأسفاركم واحد والقلوب مختلفة هكذا - ثم شبك بين أصابعه، قال: مم ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: يقتل هذا هذا، فتنة فظيعة جاهلية، ليس فيها إمام هدى إلى علم نرى نحن أهل البيت منها نجاة ولسنا بدعاة، قال: وما بعد ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال:
يفرج الله البلاء برجل من أهل البيت تفريج الأديم يأتي ابن خبره إلا ما يسومهم الخسف، ويسقيهم بكأس مصيره، ودت قريش بالدنيا وما فيها، لو يقدرون على مقام جزر وجزور لأقبل منهم بعض الذي أعرض عليهم اليوم، فيردونه ويأبى إلا قتلا.
(82) وكيع عن عمران بن حدير عن السمط عن كعب قال: لكل زمان ملوك، فإذا أراد الله بقوم خيرا بعث فيهم مصلحهم، وإذا أراد بقوم شرا بعث فيهم مترفيهم.
(83) يزيد بن هارون قال أخبرنا شريك عن أبي اليقظان عن زاذان عن عليم قال:
كنا معه على سطح ومعه رجل من أصحاب النبي (ص) في أيام الطاعون، فجعلت الخنازير تمر، فقال يا طاعون خذني، قال: فقال عليم: ألم يقل رسول الله (ص): (لا يتمنين أحدكم الموت، فإنه عند انقطاع عمله، ولا يرد فيستعتبه) فقال: سمعت رسول الله (ص) يقول: (بادروا بالموت ستا، إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وبيع الحكم، واستخفافا بالدم، ونشوءا يتخذون القرآن مزامير، يقدمونه ليغنيهم، وإن كان أقلهم فقها).
(84) يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو عبيدة عن الحسن قال: إنما حبل الله هذا