(78) ابن فضيل عن الصلت بن مطر العجلي عن عيسى المرادي عن معاذ قال:
يكون في آخر هذا الزمان قراء فسقة، ووزراء فجرة، وأمناء خونة، وعرفاء ظلمة وأمراء كذبة. (79) يعلي بن عبيد عن موسى الجهني عن قيس بن يزيد قال: حدثتني مولاتي سدرة أن جدي سلمة بن قيس حدثني، قال: لقيت أبا ذر فقال: يا سلمة بن قيس! ثلاث قد حفظتها لا تجمع بين الضرائر فإنك لن تعدل ولو حرصت، ولا تعمل على الصدقة فإن صاحب الصدقة زائد وناقص، ولا تغش ذا سلطان فإنك لا تصيب من دنياهم شيئا إلا أصابوا من دينك أفضل منه. (80) الفضل بن دكين عن فطر عن أبي إسحاق عن عمارة بن عبد، قال: قال حذيفة: اتقوا أبواب الأمراء فإنها مواقف الفتن، إلا أن الفتنة شبيهة مقبلة وتبين مدبرة.
(81) قال: وحدثنا أبو بكر قال حدثنا مالك بن إسماعيل قال حدثنا عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي قال حدثنا عمرو بن قيس عن المنهال بن عمرو، قال عبد الرحمن: أظنه عن قيس بن السكن، قال: قال علي على منبره: إني أنا فقأت عين الفتنة، ولو لم أكن فيكم ما قوتل فلان وفلان وفلان أهل النهر، وأيم الله لولا أن تتكلوا فتدعوا العمل لحدثتكم بما سبق لكم على لسان نبيكم، لمن قاتلهم مبصرا لضلالتهم عارفا بالذي نحن عليه، قال، ثم قال: سلوني فإنكم لا تسألوني عن شئ فيما بينكم وبين الساعة ولا عن فئة تهدي مائة وتضل مائة إلا حدثتكم ولا شيئها قال: فقام رجل فقال: يا أمير المؤمنين، حدثنا عن البلاء، فقال أمير المؤمنين:
إذا سأل سائل فليعقل، وإذا سئل مسؤول فليتثبت، إن من ورائكم أمورا جللا وبلاء مبلحا مكلحا، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة! لو قد فقدتموني ونزلت جراهنة الأمور وحقائق البلاء لفشل كثير من السائلين، ولأطرق كثير من المسؤولين، وذلك إذا فصلت حربكم وكشفت عن ساق لها وصارت الدنيا بلاء على أهلها حتى يفتح الله لبقية الأبرار، قال: فقام رجل فقال: يا أمير المؤمنين! حدثنا عن الفتنة، فقال: إن الفتنة إذا أقبلت شبهت، إذا أدبرت أسفرت، وإنما الفتن نحوم كنحوم الرياح، يصبن بلدا ويخطئن آخر،