سورة الفتح مدنية وهي تسع وعشرون آية قوله (في بعض أسفاره) هو سفر عمرة الحديبية كما في رواية الطبراني وفي رواية البخاري عن زيد بن أسلم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسير في بعض أسفاره وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسير معه ليلا قال القرطبي وهذا السفر كان ليلا منصرفه صلى الله عليه وسلم من الحديبية لا أعلم بين أهل العلم في ذلك خلافا (فسكت) وفي رواية البخاري فلم يجبه قال الحافظ يستفاد منه أنه ليس لكل كلام جواب بل السكوت قد يكون جوابا لبعض الكلام وتكرير عمر السؤال إما لكونه خشي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمعه أو لأن الأمر الذي كان يسأل عنه كان مهما عنده ولعل النبي صلى الله عليه وسلم أجابه بعد ذلك وإنما ترك إجابته أولا لشغله بما كان فيه من نزول الوحي (فقلت) أي لنفسي (ثكلتك أمك) بفتح المثلثة وكسر الكاف من الثكل وهو فقدان المرأة ولدها دعا عمر على نفسه بسبب ما وقع منه من الإلحاح ويحتمل أن يكون لم يرد الدعاء على نفسه حقيقة وإنما هي من الألفاظ التي تقال عند الغضب من غير قصد معناها (نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم) بفتح النون وبالزاي بعدها راء بالتخفيف والتثقيل والتخفيف أشهر أي ألححت عليه (ما أخلقك) صيغة التعجب من خلق ككرم صار خليقا أي جديرا (فما نشبت) بكسر الشين المعجمة بعدها موحدة ساكنة أي ما لبثت قال في النهاية لم ينشب أن فعل كذا أي لم يلبث وحقيقته لم يتعلق بشئ غيره ولا استغل بسواء (صارخا) أي مصوتا ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس أي لما فيها من البشارة
(١٠٥)