29 باب ما جاء ما يقال إذا قام من الليل إلى الصلاة قوله (كان إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل) قال الحافظ ظاهر السياق أنه كان يقوله أول ما يقوم إلى الصلاة وترجم عليه ابن خزيمة الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول هذا التحميد بعد أن يكبر ثم ساقه من طريق قيس بن سعد عن طاؤس عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام للتهجد قال بعدما يكبر اللهم لك الحمد انتهى لك الحمد تقديم الخبر يدل على التخصيص أنت نور السماوات والأرض أي منورهما وخالق نورهما وقال ابن عباس هادي أهلهما وقيل منزه في السماوات والأرض من كل عيب ومبرؤ من كل ريبة وقيل هو اسم مدح يقال فلان نور البلد وشمس الزمان وقال أبو العالية مزين السماوات بالشمس والقمر والنجوم ومزين الأرض بالأنبياء والعلماء والأولياء وقال ابن بطال أنت نور السماوات والأرض أي بنورك يهتدي من في السماوات والأرض وقيل معناه ذو نور السماوات والأرض يأنت قيام السماوات والأرض وفي رواية قيم وفي أخرى قيوم وهي من أبنية المبالغة وهي من صفات الله تعالى ومعناها القائم بأمور الخلق ومدبر العالم في جميع أحواله وأصلها من الواو قيوام وقيوم وقيووم بوزن فيعال فيعول والقيوم من أسماء الله تعالى المعدودة وهو القائم بنفسه مطلقا لا بغيره وهو مع ذلك يقوم به كل موجود حتى لا يتصور وجود شئ ولا دوام وجوده إلا به كذا في النهاية أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن قال في النهاية الرب يطلق في المغة على المالك والسيد والمدبر والمربى والمنعم والقيم ولا يطلق غير مضاف إلا على الله تعالى وإذا أطلق على غيره أضيف فيقال رب كذا وقد جاء في الشعر مطلقا على غير الله تعالى وليس بالكثير أنت الحق أي المتحقق الوجود الثابت بلا شك فيه قال القرطبي هذا الوصف له سبحانه وتعالى بالحقيقة خاص به لا ينبغي لغيره إذ
(٢٥٧)