(هذا حديث غريب) وأخرجه ابن مردويه وابن جرير مختصرا قوله (عن ابن محمد بن عبد الله بن سلام) وفي الرواية الآتية في مناقب عبد الله بن سلام وعمر بن محمد بن عبد الله بن سلام ولم أقف على ترجمة عمر بن محمد هذا قوله (حدثنا عبد الرحمن بن الأسود) هو ابن المأمون قوله (إذا رأى مخيلة) بفتح الميم وكسر الخاء المعجمة وسكون التحتية وهي السحابة التي يخال فيها المطر (أقبل وأدبر) زاد البخاري ودخل وخرج وتغير وجهه أي خوفا أن تصيب أمته عقوبة ذنب العامة كما أصاب الذين قالوا هذا عارض ممطرنا الآية (فإذا مطرت) أي المخيلة (سرى عنه) بضم المهملة وتشديد الراء بلفظ المجهول أي كشف عنه ما خالطه من الوجل (فقلت له) أي لم تقبل وتدبر ويتغير وجهك عند رؤية المخيلة فقال وما أدري لعله أي المذكور من المخيلة فلما رأوه أي ما هو العذاب عارضا أي سحابا عرض في أفق السماء مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا أي ممطر إيانا بعده بل هو أي قال تعالى بل هو ما استعجلتم به من العذاب ريح بدل من ما فيها عذاب أليم أي مؤلم قال ابن العربي فإن قيل كيف يخشى النبي صلى الله عليه وسلم أن يعذب القوم وهو فيهم مع قوله تعالى (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) والجواب أن الآية نزلت بعد هذه الآية ويتعين الحمل على ذلك لأن الآية دلت على كرامة له صلى الله عليه وسلم ورفعة فلا يتخيل انحطاط درجته أصلا قال الحافظ يعكر عليه أن آية الانفعال كانت في المشركين من أهل بدر وفي حديث عائشة إشعار بأنه كان يواظب على ذلك من صنيعه كان إذا رأى فعل كذا والأولى في الجواب أن يقال إن في آية الأنفال احتمال التخصيص بالمذكورين له بوقت دون وقت أو مقام الخوف يقتضي غلبته عدم الأمن من مكر الله وأولى من الجميع أن يقال خشي على من ليس هو فيهم أن يقع بهم العذاب أما المؤمن فشفقته عليه لإيمانه وأما الكافر فلرجاء إسلامه وهو بعث رحمة للعالمين قوله (هذا حديث حسن) وأخرجه البخاري والنسائي
(١٠٠)