سورة محمد صلى الله عليه وسلم وتسمى سورة القتال مدنية وهي ثمان أو تسع وثلاثون آية قوله واستغفر لذنبك أي استغفر الله مما ربما يصدر منك من ترك الأولى وقيل لتستن به أمته وليقتدوا به في ذلك وقيل غير ذلك كما ستقف وللمؤمنين والمؤمنات فيه إكرام من الله عز وجل لهذه الأمة حيث أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لذنوبهم وهو الشفيع المجاب فيهم إني لأستغفر الله وفي رواية البخاري والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه قال الحافظ فيه القسم على الشئ تأكيدا له وإن لم يكن عند السامع فيه شك وظاهره أنه يطلب المغفرة ويعزم على التوبة ويحتمل أن يكون المراد يقول هذا اللفظ بعينه ويرجح الثاني ما أخرجه النسائي بسند جيد من طريق مجاهد عن ابن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه في المجلس قبل أن يقوم مائة مرة وله من رواية محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر بلفظ إنا كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور مائة مرة (في اليوم سبعين مرة) وفي رواية البخاري أكثر من سبعين مرة قال الحافظ تحت هذه الرواية ما لفظه وقع في حديث أنس إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة فيحتمل أن يريد المبالغة ويحتمل أن يريد العدد بعينه وقوله أكثر مبهم فيحتمل أن يفسر بحديث ابن عمر المذكور وأنه يبلغ المائة قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه البخاري (ويروى عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة إلخ) رواه النسائي كما صرح به الحافظ في الفتح تنبيه قد استشكل وقوع الاستغفار من النبي صلى الله عليه وسلم وهو معصوم والاستغفار يستدعى وقوع معصية وأجيب بعدة أجوبة منها أن المراد باستغفاره صلى الله عليه وسلم استغفاره من الغين الذي وقع في حديث
(١٠٢)