الله من ذكر الله وروى أحمد والبيهقي وابن عبد البر قول معاذ هذا مرفوعا (وقد روى بعضهم هذا الحديث عن عبد الله بن سعيد) كيحيى بن سعيد ومكي عند أحمد والمغيرة بن عبد الرحمن عند ابن ماجة باب ما جاء في القوم يجلسون فيذكرون الله ما لهم من الفضل قوله (عن الأغر أبي مسلم) بفتح الهمزة والغين المعجمة وبالراء الثقيلة قال في التقريب الأغر أبو مسلم المديني نزيل الكوفة ثقة من الثالثة وهو غير سلمان الأغر الذي يكنى أبا عبد الله وقد قلبه الطبراني فقال اسمه مسلم ويكنى أبا عبد الله (أنه شهد على أبي هريرة وأبي سعيد الخدري) ظاهر في أنه سمعه منهما قال ابن التين أراد بهذا اللفظ التأكيد للرواية انتهى قوله إلا حفت بهم الملائكة أي أحاطت بهم الملائكة الذين يطوفون في الطريق يلتمسون أهل الذكر وغشيتهم الرحمة أي غطتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة أي الطمأنينة والوقار لقوله تعالى ألا بذكر الله تطمئن القلوب ومنه قوله تعالى هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ووقع في حديث عند مسلم وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة الحديث قال النووي في شرح مسلم في شرح هذا الحديث قيل المراد بالسكينة ههنا الرحمة وهو اختاره القاضي عياض وهو ضعيف لعطف الرحمة عليه وقيل الطمأنينة والوقار وهو أحسن قال وفي هذا دليل لفضل الاجتماع على تلاوة القرآن في المسجد وهو مذهبنا ومذهب الجمهور وقال في مالك يكره وتأوله بعض أصحابه ويلتحق بالمسجد في تحصيل هذه الفضيلة الاجتماع في مدرسة ورباط ونحوهما إن شاء اله تعالى ويدل عليه الحديث الذي بعده فإنه مطلق يتناوله جميع المواضع ويكون التقييد في
(٢٢٥)