بالمغفرة والفتح إنا فتحنا لك فتحا مبينا الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وحده واختلف في تعيين هذا الفتح فقال الأكثر على ما في البخاري هو صلح الحديبية والصلح قد يسمى فتحا قال الفراء والفتح قد يكون صلحا وقال قوم أنه فتح مكة وقال آخرون إنه فتح خيبر والأول أرجح ويؤيده حديث أسلم العدوي هذا قوله (هذا حديث حسن غريب صحيح) وأخرجه أحمد البخاري والنسائي قوله ليغفر لك الله أي بجهادك ما تقدم من ذنبك وما تأخر أي منه لترغيب أمتك في الجهاد وهو مأول لعصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالدليل العقلي القاطع من الذنوب واللام للعلة الغائبة فمدخلها مسبب لا سبب قاله الجلال المحلي واختلف في معنى قوله ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقيل ما تقدم من ذنبك قبل الرسالة وما تأخر بعدها قاله مجاهد وسفيان الثوري وابن جرير والواحدي وغيرهم وفيه أقوال أخرى ضعيفة والظاهر الراجح هذا الذي ذكرناه ويكون المراد بالذنب بعد الرسالة ترك ما هو الأولى وسمي في حقه ذنب لجلالة قدره وإن لم يكن ذنبا في حق غيره (مرجعه) أي وقت رجوعه ظرف لقوله أنزلت (فقالوا هنيا مريا يا رسول الله) قال القسطلاني أي قال أصحابه صلى الله عليه وسلم هنيئا أي لا إثم فيه مريئا أي لا داء فيه ونصبا على المفعول أو الحال أو صفة لمصدر محذوف أي صادفت أو عش عيشا هنيئا مريئا يا رسول الله غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ليدخل المؤمنين والمؤمنات إلخ اللام متعلق بمحذوف أي أمر بالجهاد ليدخل إلخ قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه أحمد والشيخان قوله (وفيه عن مجمع بن جارية) يعني وفي الباب عن مجمع بضم الميم وفتح الجيم وتشديد الميم المكسورة ابن جارية بالجيم ابن عامر الأنصاري الأوسي المدني صحابي أحد القراء الذين قرأوا القرآن وأخرج حديثه أحمد وأبو داود في الجهاد
(١٠٦)