من أدب الرؤيا الصالحة ثلاثة أشياء أن يحمد الله عليها وأن يستبشر بها وأن يتحدث بها لكن لمن يحب دون من يكره وحاصل ما ذكر من أدب الرؤيا المكروهة ستة أشياء أن يتعوذ بالله من شرها وشر الشيطان وأن يتفل حين يهب من نومه عن يساره ثلاثا ولا يذكرها لأحد أصلا وأن يصلي وأن يتحول عن جنبه الذي كان عليه وقد تقدم بقية الكلام في هذا في باب إذا رأى في المنام ما يكره ما يصنع قوله (وفي الباب عن أبي قتادة) أخرج حديثه الترمذي في الباب المذكور قوله (هذا حديث حسن غريب صحيح) وأخرجه البخاري والنسائي 55 باب ما يقول إذا رأى الباكورة من الثمر الباكورة أول ما يدرك من الفاكهة قوله (إذا رأوا أول الثمر) وهو الذي يسمى الباكورة (جاءوا به) أي بأول الثمر (إلى النبي صلى الله عليه وسلم) قال العلماء كانوا يفعلون ذلك رغبة في دعائه صلى الله عليه وسلم في الثمر والمدينة والصاع والمد وإعلاما له صلى الله عليه وسلم بابتداء صلاحها لما يتعلق بها من الزكاة وغيرها وتوجيه الخارصين وبارك لنا في مدينتنا أي في ذاتها من جهة سعتها ووسعة أهلها وقد استجاب الله دعاءه عليه الصلاة والسلام بأن وسع نفس المسجد وما حوله من المدينة وكثر الخلق فيها حتى عد من الفرس المعد للقتال المهيأ بها في زمن عمر أربعون ألف فرس والحاصل أن المراد بالبركة هنا ما يشمل الدنيوية والأخروية والحسية وبارك لنا في صاعنا ومدنا قال القاضي البركة هنا بمعنى النماء والزيادة وتكون بمعنى الثبات واللزوم قال فقيل يحتمل أن تكون هذه البركة دينية وهي ما تتعلق بهذه المقادير من حقوق الله تعالى في
(٢٩٤)