يتجاوز السبعين فيصل إلى المائة فما فوقها قال القاري وأكثر ما اطلعنا على طول العمر في هذه الأمة من المعمرين في الصحابة والأئمة سن أنس بن مالك فإنه مات وله من العمر مائة وثلاث سنين وأسماء بنت أبي بكر ماتت ولها مائة سنة ولم يقع لها سن ولم ينكر في عقلها شئ وأزيد منهما عمر حسان بن ثابت مات وله مائة وعشرون سنة عاش منها ستين في الجاهلية وستين في الإسلام وأكثر منه عمرا سلمان الفارسي فقيل عاش مائتين وخمسين سنة وقيل ثلاثمائة وخمسين سنة والأول أصح قوله (هذا حديث غريب حسن) وأخرجه ابن ماجة (وقد روي عن أبي هريرة من غير هذا الوجه) أخرجه الترمذي في باب أعمار هذه الأمة من أبواب الزهد 106 باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قوله (عن عمر بن مرة) الجملي المرادي (عن عبد الله بن الحارث) الزبيدي المكتب (عن طليق) بالتصغير بن قيس الحنفي الكوفي ثقة من الثالثة قوله (يقول) بدل من يدعو أو حال رب أعني أي على أعدائي في الدين والدنيا من النفس والشيطان والجن والإنس وامكر لي ولا تمكر علي قال الطيبي المكر الخداع وهو من الله إيقاع بلائه بأعدائه من حيث لا يشعرون وقيل هو استدراج العبد بالطاعة فيتوهم أنها مقبولة وهي مردودة وقال ابن الملك المكر الحيلة والفكر في دفع عدو بحيث لا يشعر به العدو فالمعنى اللهم اهدني إلى طريق دفع أعدائي عني ولا تهد عدوي إلى طريق دفعه إياه عن نفسه كذا في المرقاة (واهدني) أي دلني على الخيرات ويسر لي الهدي أي وسهل اتباع الهداية أو طرق الدلالة حتى لا أستثقل الطاعة ولا أشتغل عن الطاعة وانصرني على من بغا علي أي ظلمني وتعدى علي رب اجعلني لك شكارا أي كثير الشكر
(٣٧٧)