لا يحفظها أحد وهذا اللفظ يفسر معنى قوله أحصاها فالإحصاء هو الحفظ وقيل أحصاها قرأها كلمة كلمة كأنه يعدها وقيل أحصاها علمها وتدبر معانيها واطلع على حقائقها وقيل أطاق القيام بحقها والعمل بمقتضاها قال الشوكاني التفسير الأول هو الراجح المطابق للمعنى اللغوي وقد فسرته الرواية المصرحة بالحفظ وقال النووي قال البخاري وغيره من المحققين معناه حفظها وهذا هو الأظهر لثبوته نصا في الخير وقال في الأذكار هو قول الأكثرين دخل الجنة ذكر الجزاء بلفظ الماضي تحقيقا له لأنه كائن لا محالة قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه الشيخان والنسائي وابن ماجة والحاكم في مستدركه وابن حبان قوله (حدثنا إبراهيم بن يعقوب) الجوزجاني (أخبرنا الوليد بن مسلم) القرشي الدمشقي قوله هو الله الذي لا إله إلا هو الاسم المعدود في هذه الجملة من أسمائه هو الله لا غيره من هو وإله والجملة تفيد الحصر والتحقيق لإلهيته ونفي ما عداه عنها قال الطيبي الجملة مستأنفة إما بيان لكمية تلك الأعداد أرقاما هي في قوله إن لله تسعة وتسعين اسما وذكر الضمير نظرا إلى الخبر وإما بيان لكيفية الإحصاء في قوله من أحصاها دخل الجنة فإنه كيف يحصي فالضمير راجع إلى المسمى الدال عليه قوله لله كأنه لما قيل ولله الأسماء الحسنى سئل وما تلك الأسماء فأجيب هو الله أو لما قيل من أحصاها دخل الجنة سئل كيف أحصاها فأجاب قل هو الله فعلى هذا الضمير ضمير الشأن مبتدأ والله مبتدأ ثان وقوله الذي لا إله إلا هو خبره والجملة خبر الأول والموصول مع الصلة صفة الله انتهى والله علم دال على المعبود بحق دلالة جامعة لجميع معاني الأسماء الآتية (الرحمن الرحيم) هما اسمان مشتقان من الرحمة مثل ندمان ونديم وهما من أبنية المبالغة ورحمان أبلغ من رحيم والرحمن خاص لله لا يسمى به غيره ولا يوصف
(٣٣٨)