وجبنا لا خير في أعور لا يغشى الناس فنزع هاشم الراية وهو يقول:
أعور يبغي أهله محلا * قد عالج الحياة حتى ملا * لا بد أن يفل أو يفلا فقال له عمار أقبل فان الجنة تحت الأبارقة تزين الحور العين مع محمد وحزبه في الرفيق الأعلى فما رجعا حتى قتلا وكنا إذا توادعنا دخل هؤلاء في عسكر هؤلاء وهؤلاء في عسكر هؤلاء فنظرت فإذا أربعة يسيرون معاوية وأبو الأعور السلمي وعمرو بن العاص وابنه فقلت في نفسي إن أخذت عن يميني اثنين لم أسمع كلامهم فاخترت لنفسي أن أضرب فرسي فأفرق بينهم ففعلت فجعلت اثنين عن يميني واثنين عن يساري فجعلت أصغي بسمعي أحيانا إلى معاوية وإلى أبى الأعور وأحيانا إلى عمرو بن العاص وإلى عبد الله بن عمرو فسمعت عبد الله بن عمرو يقول لأبيه يا أبت قد قتلنا هذا الرجل وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال وأي رجل قال عمار بن ياسر أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم بناء المسجد ونحن ونحمل لبنة لبنة وعمار يحمل لبنتين لبنتين وأنت ترحض أما انه ستقتلك الفئة الباغية وأنت من أهل الجنة فسمعت عمرا يقول لمعاوية قتلنا هذا الرجل وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال قال أي رجل قال عمار بن ياسر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بناء المسجد ونحن ننقل لبنة لبنة وعمار يحمل لبنتين لبنتين فمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا اليقظان أتحمل لبنتين وأنت ترحض أما أنه ستقتلك الفئة الباغية وأنت من أهل الجنة فقال معاوية اسكت فوالله ما تزال تدحض في بولك أنحن قتلناه إنما قتله من جاءوا فألقوه بين رماحنا قال فتنادوا في عسكر معاوية إنما قتل عمارا من جاء به. رواه الطبراني وأحمد باختصار وأبو يعلى بنحو الطبراني والبزار بقوله تقتل عمارا الفئة الباغية عن عبد الله بن عمرو وحده، ورجال أحمد وأبى يعلى ثقات.
وعن محمد بن عمرو بن حزم قال لما قتل عمار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو ابن العاص فقال قتل عمار وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتله الفئة الباغية فقام عمرو بن