أسلموا وكانوا مستخفين بالاسلام فلما خرج المشركون إلى بدر أخرجوهم مكرهين فأصيب بعضهم يوم بدر مع المشركين فقال المسلمون أصحابنا هؤلاء مسلمون أخرجوهم مكرهين فاستغفروا لهم فنزلت هذه الآية (ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم الآية) فكتب المسلمون إلى من بقي منهم بمكة بهذه الآية فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق ظهر عليهم المشركون وعلى خروجهم فلحقوهم فردوهم فرجعوا معهم فنزلت هذه الآية (ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله) فكتب المسلمون إليهم بذلك فحزنوا فنزلت هذه الآية (ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم) فكتبوا إليهم بذلك قلت روى البخاري بعضه رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن شريك وهو ثقة. قوله تعالى (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خرج ضمرة بن جندب من بيته مهاجرا فقال لأهله احملوني فأخرجوني من أرض المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات في الطريق قبل أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزل الوحي (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت) حتى بلغ (وكان الله غفورا رحيما) رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. قوله تعالى (ومن يعمل سوء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله) عن أبي الدرداء عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس وجلسنا حوله فأراد أن يقوم ترك نعليه أو بعض ما يكون عليه وانه قام وترك نعليه فأخذت ركوة من ماء فأدركته فرجع ولم يقض حاجته فقلت يا رسول الله ألم تكن لك حاجة قال بلى ولكن أتاني آت من ربى فقال (ومن يعمل سوء أبو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) وقد كانت شقت على الآية التي قبلها (من يعمل سوء يجز به) فأردت أن أبشر أصحابي قلت يا رسول الله وان زنى وان سرق ثم استغفر غفر له قال نعم ثم ثلثت قال
(١٠)