أشد الناس ببدنه وأشجعهم بقلبه، ما خلا صاحب هذا الامر، فيقول:
يا هذا ما تصنع؟ فوالله إنك لتجفل الناس إجفال النعم أفبعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله أم بماذا؟ فيقول المولى الذي ولي البيعة: والله لتسكتن أو لأضربن الذي فيه عيناك، فيقول له القائم عليه السلام: أسكت يا فلان، إي والله إن معي عهدا من رسول الله صلى الله عليه وآله، هات لي يا فلان العيبة أو الطيبة أو الزنفليجة فيأتيه بها فيقرأه العهد من رسول الله صلى الله عليه وآله فيقول: جعلني الله فداك أعطني رأسك أقبله فيعطيه رأسه فيقبله بين عينيه ثم يقول جعلني الله فداك جدد لنا بيعة، فيجدد لهم بيعة.
قال أبو جعفر عليه السلام: لكأني أنظر إليهم مصعدين من نجف الكوفة ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا، كأن قلوبهم زبر الحديد، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، يسير الرعب أمامه شهرا وخلفه شهرا، أمده الله بخمسة آلاف من الملائكة مسومين حتى إذا صعد النجف، قال لأصحابه: تعبدوا ليلتكم هذه فيبيتون بين راكع وساجد يتضرعون إلى الله حتى إذا أصبح، قال: خذوا بنا طريق النخيلة وعلى الكوفة جند مجند قلت: جند مجند؟ قال: إي والله حتى ينتهي إلى مسجد إبراهيم عليه السلام بالنخيلة، فيصلي فيه ركعتين فيخرج إليه من كان بالكوفة من مرجئها وغيرهم من جيش السفياني، فيقول لأصحابه: استطردوا لهم ثم يقول كروا عليهم.
قال أبو جعفر عليه السلام: ولا يجوز والله الخندق منهم مخبر ثم يدخل الكوفة فلا يبقى مؤمن إلا كان فيها أو حن إليها وهو قول أمير المؤمنين علي عليه السلام ثم يقول لأصحابه سيروا إلى هذه الطاغية، فيدعوه إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله، فيعطيه السفياني من البيعة سلما فيقول له كلب: وهم أخواله [ما] هذا ما صنعت؟ والله ما نبايعك على هذا أبدا، فيقول: ما أصنع؟ فيقولون: استقبله (استقله) فيستقبله، ثم يقول له القائم عليه السلام خذ حذرك فإنني أديت إليك وأنا مقاتلك، فيصبح فيقاتلهم فيمنحه الله أكتافهم. ويأخذ السفياني أسيرا، فينطلق به