واما خياره من الليالي فليالي الجمع وليلة النصف من شعبان وليلة القدر وليلتا العيد واما خياره من الأيام فأيام الجمعة والأعياد واما خياره من الشهور فرجب وشعبان وشهر رمضان إلى أن قال وان الله عز وجل اختار من الشهور شهر رجب وشعبان وشهر رمضان فشعبان أفضل الشهور الا مما كان من شهر رمضان فإنه أفضل منه وان الله عز وجل ينزل في شهر رمضان من الرحمة ألف ضعف ما ينزل في سائر الشهور.
ويحشر شهر رمضان في أحسن صورة في القيمة على تلة (قلعة خ - ل) لا يخفى هو عليها على أحد ممن ضمه ذلك المحشر ثم يأمر فيخلع عليه من كسوة الجنة وخلعها وأنواع سندسها وثيابها حتى يصير في العظم بحيث لا ينفذه بصر ولا تعي على مقداره اذن ولا يفهم كنهه قلب ثم يقال للمنادى من بطنان العرش ناد فينادى يا معشر الخلائق اما تعرفون هذا فيجيب الخلائق يقولون بلى لبيك داعى ربنا وسعديك اما اننا لا نعرفه.
ثم يقول منادى ربنا هذا شهر رمضان ما أكثر من سعد به منكم وما أكثر ما شقى به الا فليأته كل مؤمن له معظم بطاعة الله فيه فليأخذ حظه من هذا الخلع فتقاسموها بينكم على قدر طاعتكم لله وجد كم قال فيأتيه المؤمنون الذين كانوا لله مطيعين فيأخذون من تلك الخلع على مقادير طاعتهم التي كانت في الدنيا فمنهم من يأخذ ألف خلعة (ومنهم من يأخذ عشرة ألف - ك) ومنهم من يأخذ أكثر من ذلك وأقل فيشرفهم الله تعالى بكراماته.
الا وان أقواما يتعاطون تلك الخلع يقولون في أنفسهم لقد كتابا لله مؤمنين وله موحدين وبفضل هذا الشهر معترفين فيأخذونها ويلبسونها فتقلب على أبدانهم مقطعات النيران وسرابيل القطران يخرج على كل واحد منهم بعدد كل سلكة من تلك الثياب أفعى وعقرب وحية وقد تناولوا من تلك الثياب اعدادا مختلفة على قدر اجرامهم كل من كان جرمه أعظم فعدد ثيابه أكثر فمنهم الاخذ ألف ثوب.
ومنهم الاخذ عشرة آلاف ثوب ومنهم من يأخذ أكثر من ذلك وانها لأثقل على أبدانهم من الجبال الرواسي على الضعيف من الرجال ولولا ما حكم الله تعالى