ابن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد بن مسرور (رض) قال حدثنا محمد بن عبد الله ابن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن صلت قال حضر الرضا عليه السلام مجلس المأمون بمرو وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء اهل العراق وخراسان فقال المأمون أخبروني عن معنى هذه الآية ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفيناه من عبادنا فقالت العلماء أراد الله عز وجل بذلك الأمة كلها.
فقال المأمون ما تقول يا أبا الحسن فقال الرضا عليه السلام لا أقول كما قالوا ولكني أقول أراد الله عز وجل بذلك العترة الطاهرة (ثم ذكر آيات عديدة في فضائل العترة الطيبة واصطفائهم عن غيرهم إلى أن قال) واما الثانية (من موارد الاصطفاء) فقول الله عز وجل واعلموا انما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى فقرن سهم ذي القربى بسهمه - 1 - وبسهم رسول الله صلى الله عليه وآله وهذا فصل أيضا بين الال والأمة لان الله تعالى جعلهم في حيز وجعل الناس في حيز دون ذلك ورضي لهم ما رضي لنفسه واصطفاهم فيه فبدأ بنفسه ثم (ثنى - عيون) برسوله ثم بذي القربى فكل ما (بكل ما - امالي) كان من الفئ والغنيمة وغير ذلك مما رضيه عز وجل لنفسه فرضي (ورضيه - امالي) لهم فقال: وقوله الحق واعلموا انما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى فهذا تأكيد مؤكد واثر قائم لهم إلى يوم القيمة في كتاب الله الناطق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
واما قوله واليتامى والمساكين، فان اليتيم إذا انقطع يتمه خرج من الغنائم ولم يكن له فيها نصيب وكذلك المسكين إذا انقطع مسكنته لم يكن له نصيب من المغنم ولا يحل له اخذه وسهم ذي القربى إلى يوم القيامة قائم فيهم (لهم - الأمالي) للغني والفقير منهم لأنه لا أحد أغنى من الله عز وجل ولا من رسول الله صلى الله عليه وآله فجعل