وهو أصوب، قال في القاموس: زرع كمنع أطرح البذر كازدرع وأصله ازترع، أبدلوها دالا لتوافق الزاي، وفي الكافي " فرفع طرفه إلى السماء فقال: إلهي وسيدي عبدك أيوب المبتلى عافيته ولم يزدرع " إلى قوله تعالى: " خذ من سبحتك " في أكثر نسخ الكافي كما هنا بالحاء المهملة، وهي خرزات للتسبيح تعد، فقوله: فيها ملح لعل المعنى أنها كانت قد خلطت في الموضع الذي وضعها فيه بملح، أو كان بعض الخرزات من الملح، وإن كان بعيدا والملح بالكسر الملاحة والحسن كما في القاموس فيحتمل ذلك أيضا أو يقرء الملح بالضم جمع الأملح، وهو ما فيه بياض يخالطه سواد، أي كان بعض الخرزات كذلك، وفي بعض نسخ الكافي بالخاء المعجمة; ولعله أظهر، ويدل على أن الحمص يطلق على العدس أو بالعكس، ولم أر شيئا منهما فيما عندنا من كتب اللغة، 4 - المكارم: عن الصادق عليه السلام ذكر عنده الحمص فقال: هو جيد لوجع الصدر (1).
بيان: قال في بحر الجواهر: الحمص منه أبيض ومنه أحمر ومنه أسود، قال بقراط: حار رطب في الأولى، وقال إسحاق: حار يابس في الأولى، إذا طبخ مع اللحم أعان على نضجه، وإذا غسل به أثر الدم قلعه من الثوب، ولو دق وخلط بماء الورد الحار وضمد به على الظهر الوجع نفع، ويدر البول والحيض، ويوافق الصدر والرية ويهيج الباه، ويلين البطن ويضر قرحة الكلى والمثانة، ويغذو الرية أكثر من كل شئ، وينفع طبيخه من وجع الظهر والاستسقاء واليرقان.
واعلم أن الجماع يحتاج في قوته إلى ثلاثة أشياء هي مجتمعة في الحمص:
أحدها طعام تكون فيه حرارة زائدة يقوي الحرارة الغريزية، وينبه الشهوة للجماع والثاني غذاء يكون فيه من قوة الغذاء ورطوبته ما يرطب البدن ويزيد في المني، والثالث غذاء فيه من الرياح والنفخ ما يملا أوراد القضيب وأعضاءه، وكلها موجودة في الحمص انتهى.