لئن أوقفك الله بين يديه يوم القيامة حتى يسألك عن أكلة أكلتها أو شربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه، قال: فما النعيم جعلت فداك؟ قال: نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد، وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين، وبنا ألف الله بين قلوبهم وجعلهم إخوانا بعد أن كانوا أعداء، وبنا هداهم الله للاسلام، وهي النعمة التي لا تنقطع، والله سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم به عليهم، وهو النبي صلى الله عليه وآله وعترته عليهم السلام انتهى (1).
وأقول: قد مضت ساير الآيات المتعلقة بهذا الباب في باب جوامع ما يحل وما يحرم مع تفسيرها.
1 - الدعايم: عن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: ليس في الطعام سرف.
وقال في قول الله عز وجل: " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " الله أكرم من أن يطعمكم طعاما فيسألكم عنه، ولكنكم مسؤولون عن نعمة الله عليكم بنا، هل عرفتموها وقمتم بحقها؟
وعنه عليه السلام أنه سئل عن المسك والعنبر وغيره من الطيب يجعل في الطعام قال: لا بأس بذلك (2).
2 - كتاب المسائل: لعلي بن جعفر عن أخيه عليه السلام مثله (3).
3 - العيون: عن الحسين بن أحمد البيهقي عن محمد بن يحيى الصولي عن القاسم بن إسماعيل عن إبراهيم بن العباس الصولي عن الرضا عليه السلام أنه قال: ليس في الدنيا نعيم حقيقي، فقيل له: فقول الله تعالى: " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " ما هذا النعيم في الدنيا أهو الماء البارد؟ فقال الرضا عليه السلام وعلا صوته: وكذا فسرتموه أنتم وجعلتموه على ضروب، فقالت طائفة: هو الماء البارد، وقال غيرهم: هو الطعام الطيب، وقال آخرون: هو النوم الطيب، ولقد حدثني أبي عن أبيه الصادق عليهما السلام أن أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول الله عز وجل: " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " فغضب وقال: